قوله تعالى : قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء يعني أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ، عن
ابن عباس . وعنه أيضا : مؤمنو
أهل الكتاب . وهذا القول من المنافقين إنما كانوا يقولونه في خفاء واستهزاء فأطلع الله نبيه والمؤمنين على ذلك ، وقرر أن السفه ورقة الحلوم وفساد البصائر إنما هي في حيزهم وصفة لهم ، وأخبر أنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون للرين الذي على قلوبهم . وروى
الكلبي عن
أبي صالح عن
ابن عباس أنها نزلت في شأن
اليهود ، أي
وإذا قيل لهم - يعني
اليهود -
آمنوا كما آمن الناس :
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأصحابه ،
قالوا : أنؤمن كما آمن السفهاء يعني الجهال والخرقاء . وأصل السفه في كلام العرب : الخفة والرقة ، يقال : ثوب سفيه إذا كان رديء النسج خفيفه ، أو كان باليا رقيقا . وتسفهت الريح الشجر : مالت به ، قال ذو الرمة :
مشين كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم
وتسفهت الشيء : استحقرته . والسفه : ضد الحلم . ويقال : إن السفه أن يكثر الرجل شرب الماء فلا يروى . ويجوز في همزتي السفهاء أربعة أوجه ، أجودها أن تحقق الأولى وتقلب الثانية واوا خالصة ، وهي قراءة أهل المدينة والمعروف من قراءة
أبي عمرو . وإن شئت خففتهما جميعا فجعلت الأولى بين الهمزة والواو وجعلت الثانية واوا خالصة . وإن شئت خففت الأولى وحققت الثانية . وإن شئت حققتهما جميعا .