[ ص: 227 ] قوله تعالى :
إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا قوله تعالى : ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا
الإملاق : الفقر وعدم الملك . أملق الرجل أي لم يبق له إلا الملقات ; وهي الحجارة العظام الملس . قال
الهذلي يصف صائدا :
أتيح لها أقيدر ذو حشيف إذا سامت على الملقات ساما
الواحدة ملقة . والأقيدر تصغير الأقدر ، وهو الرجل القصير . والحشيف من الثياب : الخلق . وسامت مرت . وقال شمر : أملق لازم ومتعد ، أملق إذا افتقر ، وأملق الدهر ما بيده . قال
أوس :
وأملق ما عندي خطوب تنبل
إن قتلهم كان خطئا كبيرا الثانية : قوله تعالى : خطئا خطئا قراءة الجمهور بكسر الخاء وسكون الطاء وبالهمزة والقصر . وقرأ
ابن عامر " خطأ " بفتح الخاء والطاء والهمزة مقصورة ، وهي قراءة
أبي جعفر يزيد . وهاتان قراءتان مأخوذتان من " خطئ " إذا أتى الذنب على عمد . قال
ابن عرفة : يقال خطئ في ذنبه خطأ إذا أثم فيه ، وأخطأ إذا سلك سبيل خطأ عامدا أو غير عامد . قال :
[ ص: 228 ] ويقال خطئ في معنى أخطأ . وقال
الأزهري : يقال خطئ يخطأ خطئا إذا تعمد الخطأ ; مثل أثم يأثم إثما . وأخطأ إذا لم يتعمد إخطاء وخطأ . قال الشاعر :
دعيني إنما خطئي وصوبي علي وإن ما أهلكت مال
والخطأ الاسم يقوم مقام الإخطاء ، وهو ضد الصواب . وفيه لغتان : القصر وهو الجيد ، والمد وهو قليل ، وروي عن
ابن عباس - رضي الله - تعالى - عنهما - " خطأ " بفتح الخاء وسكون الطاء وهمزة . وقرأ
ابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومد الهمزة . قال
النحاس : ولا أعرف لهذه القراءة وجها ، ولذلك جعلها
أبو حاتم غلطا . قال
أبو علي : هي مصدر من خاطأ يخاطئ ، وإن كنا لا نجد خاطأ ، ولكن وجدنا تخاطأ ، وهو مطاوع خاطأ ، فدلنا عليه ; ومنه قول الشاعر :
تخاطأت النبل أحشاءه وأخر يومي فلم يعجل
وقول الآخر في وصف مهاة :
تخاطأه القناص حتى وجدته وخرطومه في منقع الماء راسب
الجوهري : تخاطأه أي أخطأه ; وقال
أوفى بن مطر المازني :
ألا أبلغا خلتي جابرا بأن خليلك لم يقتل
تخاطأت النبل أحشاءه وأخر يومي فلم يعجل
وقرأ
الحسن " خطاء " بفتح الخاء والطاء والمد في الهمزة . قال
أبو حاتم : لا يعرف هذا في اللغة وهي غلط غير جائز . وقال
أبو الفتح : الخطأ من أخطأت بمنزلة العطاء من أعطيت ، هو اسم بمعنى المصدر ، وعن
الحسن أيضا " خطى " بفتح الخاء والطاء منونة من غير همز .