قوله تعالى : وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى :
وأوفوا الكيل إذا كلتم أي بالاعتدال في الأخذ والعطاء عند البيع والشراء . وتقتضي هذه الآية أن الكيل على البائع ، وقد مضى في سورة [
يوسف ] فلا معنى للإعادة .
وزنوا بالقسطاس المستقيم والقسطاس ( بضم القاف وكسرها ) : الميزان بلغة الروم ; قاله
ابن عزيز . وقال
الزجاج : القسطاس : الميزان صغيرا كان أو كبيرا . وقال
مجاهد : القسطاس العدل ، وكان يقول : هي لغة رومية ، وكأن الناس قيل لهم : زنوا بمعدلة في وزنكم . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم في رواية
أبي بكر " القسطاس " بضم القاف .
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص عن
عاصم ( بكسر القاف ) وهما لغتان .
الثانية : قوله تعالى :
ذلك خير وأحسن تأويلا أي وفاء الكيل وإقامة الوزن خير عند ربك وأبرك .
وأحسن تأويلا أي عاقبة . قال
الحسن : ذكر لنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس لديه إلا مخافة الله - تعالى - إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك .