قوله تعالى : فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا
قوله تعالى :
فأراد أن يستفزهم من الأرض أي أراد
فرعون أن يخرج
موسى وبني إسرائيل من أرض
مصر بالقتل أو الإبعاد ; فأهلكه الله - عز وجل - .
وقلنا من بعده أي من بعد إغراقه
لبني إسرائيل اسكنوا الأرض أي أرض
الشأم ومصر .
فإذا جاء وعد الآخرة أي القيامة . وقال
الكلبي :
فإذا جاء وعد الآخرة يعني مجيء
عيسى - عليه السلام - من السماء .
جئنا بكم لفيفا أي من قبوركم مختلطين من كل موضع ، قد اختلط المؤمن بالكافر لا يتعارفون ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وحيه . وقال
ابن عباس وقتادة : جئنا بكم جميعا من جهات شتى . والمعنى واحد . قال
الجوهري : واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ; يقال : جاء القوم بلفهم ولفيفهم ، أي وأخلاطهم . وقوله - تعالى -
جئنا بكم لفيفا أي مجتمعين مختلطين . وطعام لفيف إذا كان مخلوطا من جنسين فصاعدا .
[ ص: 304 ] وفلان لفيف فلان أي صديقه . قال
الأصمعي : اللفيف جمع وليس له واحد ، وهو مثل الجميع . والمعنى : أنهم يخرجون وقت الحشر من القبور كالجراد المنتشر ، مختلطين لا يتعارفون .