[ ص: 203 ] قوله :
ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون
قوله تعالى :
ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وحكي عن
ابن عباس وعكرمة ( الفرقان ضياء ) بغير واو على الحال . وزعم
الفراء . أن حذف الواو والمجيء بها واحد ، كما قال - عز وجل - :
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا أي حفظا . ورد عليه هذا القول
الزجاج . قال : لأن الواو تجيء لمعنى فلا تزاد . قال : وتفسير الفرقان التوراة ؛ لأن فيها الفرق بين الحرام والحلال . قال : وضياء مثل
فيه هدى ونور وقال
ابن زيد : الفرقان هنا هو النصر على الأعداء ؛ دليله قوله تعالى :
وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يعني يوم
بدر . قال
الثعلبي : وهذا القول أشبه بظاهر الآية ؛ لدخول الواو في الضياء ؛ فيكون معنى الآية : ولقد أتينا
موسى وهارون النصر والتوراة التي هي الضياء والذكر .
للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب أي غائبين ؛ لأنهم لم يروا الله تعالى ، بل عرفوا بالنظر والاستدلال أن لهم ربا قادرا ، يجازي على الأعمال فهم يخشونه في سرائرهم ، وخلواتهم التي يغيبون فيها عن الناس .
وهم من الساعة أي من قيامها قبل التوبة . مشفقون أي خائفون وجلون
وهذا ذكر مبارك أنزلناه يعني القرآن أفأنتم له يا معشر العرب منكرون وهو معجز لا تقدرون على الإتيان بمثله . وأجاز
الفراء ( وهذا ذكر مباركا أنزلناه ) بمعنى أنزلناه مباركا .