قوله :
إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال رب احكم بالحق وربناالرحمن المستعان على ما تصفون قوله تعالى : إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون أي من الشرك وهو المجازي عليه .
وإن أدري لعله أي لعل الإمهال
فتنة لكم أي اختبار ليرى كيف صنيعكم وهو أعلم .
ومتاع إلى حين قيل : إلى انقضاء المدة . وروي
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى بني أمية في منامه يلون الناس ، فخرج الحكم من عنده فأخبر بني أمية بذلك ؛ فقالوا له : ارجع فسله متى يكون ذلك . فأنزل الله تعالى وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين يقول لنبيه - عليه السلام - قل لهم ذلك .
قوله تعالى :
قال رب احكم بالحق ختم السورة بأن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتفويض الأمر إليه وتوقع الفرج من عنده ، أي احكم بيني وبين هؤلاء المكذبين وانصرني عليهم . روى
سعيد عن
قتادة قال : كانت الأنبياء تقول :
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول :
[ ص: 257 ] رب احكم بالحق فكان إذا لقي العدو يقول وهو يعلم أنه على الحق وعدوه على الباطل
رب احكم بالحق أي اقض به . وقال
أبو عبيدة : الصفة هاهنا أقيمت مقام الموصوف والتقدير : رب احكم بحكمك الحق . و
رب في موضع نصب ، لأنه نداء مضاف . وقرأ
أبو جعفر بن القعقاع وابن محيصن ( قل رب احكم بالحق ) بضم الباء . قال
النحاس : وهذا لحن عند النحويين ؛ لا يجوز عندهم رجل أقبل ، حتى تقول يا رجل أقبل أو ما أشبهه . وقرأ
الضحاك وطلحة ويعقوب ( قال ربي أحكم بالحق ) بقطع الألف مفتوحة الكاف والميم مضمومة . أي قال
محمد ربي أحكم بالحق من كل حاكم . وقرأ
الجحدري ( قل ربي أحكم ) على معنى أحكم الأمور بالحق .
وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون أي تصفونه من الكفر والتكذيب . وقرأ
المفضل والسلمي ( على ما يصفون ) بالياء على الخبر . الباقون بالتاء على الخطاب .