[ ص: 15 ] قوله تعالى :
ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور
قوله تعالى :
ذلك بأن الله هو الحق لما ذكر افتقار الموجودات إليه وتسخيرها على وفق اقتداره واختياره في قوله :
يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث - إلى قوله - ( بهيج ) . قال بعد ذلك :
ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور . فنبه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجودا حقا فإنه لا حقيقة له من نفسه ؛ لأنه مسخر مصرف . والحق الحقيقي : هو الموجود المطلق الغني المطلق ؛ وأن وجود كل ذي وجود عن وجوب وجوده ؛ ولهذا قال في آخر السورة :
وأن ما يدعون من دونه هو الباطل . والحق الموجود الثابت الذي لا يتغير ولا يزول ، وهو الله تعالى . وقيل : ذو الحق على عباده . وقيل : الحق بمعنى في أفعاله . وقال
الزجاج : ( ذلك ) في موضع رفع ؛ أي الأمر ما وصف لكم وبين .
بأن الله هو الحق أي لأن الله هو الحق . وقال : ويجوز أن يكون ( ذلك ) نصبا ؛ أي فعل الله ذلك بأنه هو الحق .
وأنه يحيي الموتى أي بأنه
وأنه على كل شيء قدير أي وبأنه قادر على ما أراد .
وأن الساعة آتية عطف على قوله :
ذلك بأن الله هو الحق من حيث اللفظ ، وليس عطفا في المعنى ؛ إذ لا يقال فعل الله ما ذكر بأن الساعة آتية ، بل لا بد من إضمار فعل يتضمنه ؛ أي وليعلموا أن الساعة آتية
لا ريب فيها أي لا شك .
وأن الله يبعث من في القبور يريد للثواب والعقاب .