قوله تعالى : يخطف أبصارهم الخطف : الأخذ بسرعة ، ومنه سمي الطير خطافا لسرعته . فمن جعل القرآن مثلا للتخويف فالمعنى أن خوفهم مما ينزل بهم يكاد يذهب
[ ص: 214 ] أبصارهم . ومن جعله مثلا للبيان الذي في القرآن فالمعنى أنهم جاءهم من البيان ما بهرهم . ويخطف ويخطف لغتان قرئ بهما . وقد خطفه ( بالكسر ) يخطفه خطفا ، وهي اللغة الجيدة ، واللغة الأخرى حكاها
الأخفش : خطف يخطف .
الجوهري : وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف . وقد قرأ بها
يونس في قوله تعالى
يكاد البرق يخطف أبصارهم وقال
النحاس : في يخطف سبعة أوجه ، القراءة الفصيحة : يخطف . وقرأ
علي بن الحسين ويحيى بن وثاب : يخطف بكسر الطاء ، قال
سعيد الأخفش : هي لغة . وقرأ
الحسن وقتادة وعاصم الجحدري nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء العطاردي بفتح الياء وكسر الخاء والطاء . وروي عن
الحسن أيضا أنه قرأ بفتح الخاء . قال
الفراء : وقرأ بعض
أهل المدينة بإسكان الخاء وتشديد الطاء . قال
الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش والفراء : يجوز " يخطف " بكسر الياء والخاء والطاء . فهذه ستة أوجه موافقة للخط . والسابعة حكاها
عبد الوارث قال : رأيت في مصحف
أبي بن كعب " يتخطف " ، وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي أن من قرأ " يخطف " بكسر الخاء والطاء فالأصل عنده يختطف ، ثم أدغم التاء في الطاء فالتقى ساكنان فكسرت الخاء لالتقاء الساكنين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ومن فتح الخاء ألقى حركة التاء عليها . وقال
الكسائي : ومن كسر الياء فلأن الألف في اختطف مكسورة . فأما ما حكاه
الفراء عن
أهل المدينة من إسكان الخاء والإدغام فلا يعرف ولا يجوز ، لأنه جمع بين ساكنين . قال
النحاس وغيره . قلت : وروي عن
الحسن أيضا
وأبي رجاء " يخطف " . قال
ابن مجاهد : وأظنه غلطا ، واستدل على ذلك بأن "
خطف الخطفة " لم يقرأه أحد بالفتح . " أبصارهم " جمع بصر ، وهي حاسة الرؤية . والمعنى : تكاد حجج القرآن وبراهينه الساطعة تبهرهم . ومن جعل البرق مثلا للتخويف فالمعنى أن خوفهم مما ينزل بهم يكاد يذهب أبصارهم .