[ ص: 72 ] قوله تعالى :
أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور قوله تعالى : أفلم يسيروا في الأرض يعني كفار
مكة فيشاهدوا هذه القرى فيتعظوا ، ويحذروا عقاب الله أن ينزل بهم كما نزل بمن قبلهم .
فتكون لهم قلوب يعقلون بها أضاف العقل إلى القلب لأنه محله كما أن السمع محله الأذن . وقد قيل : إن العقل محله الدماغ ؛ وروي عن
أبي حنيفة ؛ وما أراها عنه صحيحة .
فإنها لا تعمى الأبصار قال
الفراء : الهاء عماد ، ويجوز أن يقال فإنه ، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، والمعنى واحد ، التذكير على الخبر ، والتأنيث على الأبصار أو القصة ؛ أي فإن الأبصار لا تعمى ، أو فإن القصة .
لا تعمى الأبصار أي أبصار العيون ثابتة لهم .
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور أي عن درك الحق والاعتبار . وقال
قتادة : البصر الناظر جعل بلغة ومنفعة ، والبصر النافع في القلب . وقال
مجاهد : لكل عين أربع أعين ؛ يعني لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه ، وعينان في قلبه لآخرته ؛ فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه فلم يضره عماه شيئا ، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه فلم ينفعه نظره شيئا . وقال
قتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : نزلت هذه الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم الأعمى . قال
ابن عباس ، ومقاتل :
لما نزل ومن كان في هذه أعمى قال nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم : يا رسول الله ، فأنا في الدنيا أعمى أفأكون في الآخرة أعمى ؟ فنزلت فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور . أي من كان في هذه أعمى بقلبه عن الإسلام فهو في الآخرة في النار .