قوله تعالى : وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون
قوله تعالى :
وإن جادلوك أي خاصموك يا
محمد ؛ يريد مشركي
مكة .
فقل الله أعلم بما تعملون يريد من تكذيبهم
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ؛ عن
ابن عباس . وقال
مقاتل : هذه الآية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء وهو في السماء السابعة لما رأى من آيات ربه الكبرى ؛ فأوحى الله إليه
وإن جادلوك بالباطل فدافعهم بقولك
الله أعلم بما تعملون من الكفر والتكذيب ؛ فأمره الله تعالى بالإعراض عن مماراتهم صيانة له عن الاشتغال بتعنتهم ؛ ولا جواب لصاحب العناد .
الله يحكم بينكم يوم القيامة يريد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وقومه .
فيما كنتم فيه تختلفون يريد في خلافكم آياتي ، فتعرفون حينئذ الحق من الباطل .
مسألة : في هذه الآية
أدب حسن علمه الله عباده في الرد على من جادل تعنتا ومراء ألا يجاب ، ولا يناظر ، ويدفع بهذا القول الذي علمه الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - . وقد قيل : إن هذه الآية منسوخة بالسيف ؛ يعني السكوت عن مخالفه والاكتفاء بقوله :
الله يحكم بينكم .