[ ص: 196 ] قوله تعالى :
ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون
فيه سبع عشرة مسألة :
الأولى : قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا لما خصص الله سبحانه ابن
آدم الذي كرمه وفضله بالمنازل وسترهم فيها عن الأبصار ، وملكهم الاستمتاع بها على الانفراد ، وحجر على الخلق أن يطلعوا على ما فيها من خارج أو يلجوها من غير إذن أربابها ، أدبهم بما يرجع إلى الستر عليهم لئلا يطلع أحد منهم على عورة . وفي صحيح
مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500343من اطلع في بيت قوم من غير إذنهم حل لهم أن يفقئوا عينه . وقد اختلف في تأويله ، فقال بعض العلماء : ليس هذا على ظاهره ، فإن فقأ فعليه الضمان ، والخبر منسوخ ، وكان قبل نزول قوله تعالى :
وإن عاقبتم فعاقبوا ويحتمل أن يكون خرج على وجه الوعيد لا على وجه الحتم ، والخبر إذا كان مخالفا لكتاب الله تعالى لا يجوز العمل به . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتكلم بالكلام في الظاهر وهو يريد شيئا آخر ؛ كما جاء في الخبر
أن عباس بن مرداس لما مدحه قال لبلال : قم فاقطع لسانه وإنما أراد بذلك أن يدفع إليه شيئا ، ولم يرد به القطع في الحقيقة . وكذلك هذا يحتمل أن يكون ذكر فقء العين والمراد أن يعمل به عمل حتى لا ينظر بعد ذلك في بيت غيره . وقال بعضهم : لا ضمان عليه ولا قصاص ؛ وهو الصحيح إن شاء الله تعالى ، لحديث
أنس ، على ما يأتي .
الثانية : سبب نزول هذه الآية ما رواه
الطبري ، وغيره ، عن
عدي بن ثابت أن امرأة من الأنصار قالت : يا رسول الله ، إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها أحد ، لا والد ولا ولد فيأتي الأب فيدخل علي وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال ، فكيف أصنع ؟ فنزلت الآية . فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : يا رسول الله ، أفرأيت الخانات ، والمساكن في طرق الشام ليس فيها ساكن ؛ فأنزل الله تعالى : ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة . [ ص: 197 ] الثالثة : مد الله سبحانه وتعالى التحريم في دخول بيت ليس هو بيتك إلى غاية هي الاستئناس ، وهو الاستئذان . قال
ابن وهب قال
مالك : الاستئناس - فيما نرى والله أعلم - الاستئذان ؛ وكذا في قراءة
أبي ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها . وقيل : إن معنى
تستأنسوا تستعلموا ؛ أي تستعلموا من في البيت . قال
مجاهد : بالتنحنح ، أو بأي وجه أمكن ، ويتأنى قدر ما يعلم أنه قد شعر به ، ويدخل إثر ذلك . وقال معناه
الطبري ؛ ومنه قوله تعالى :
فإن آنستم منهم رشدا أي علمتم . وقال الشاعر :
آنست نبأة وأفزعها القنا ص عصرا وقد دنا الإمساء
قلت : وفي سنن
ابن ماجه : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا
عبد الرحيم بن سليمان ، عن
واصل بن السائب ، عن
أبي سورة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500344عن nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري قال قلنا : يا رسول الله ، هذا السلام ، فما الاستئذان ؟ قال : يتكلم الرجل بتسبيحة ، وتكبيرة ، وتحميدة ، ويتنحنح ، ويؤذن أهل البيت .
قلت : وهذا نص في أن
الاستئناس غير الاستئذان ؛ كما قال
مجاهد ومن وافقه .
الرابعة : وروي عن
ابن عباس ، وبعض الناس يقول عن
سعيد بن جبير حتى تستأنسوا خطأ أو وهم من الكاتب ، إنما هو : حتى تستأذنوا . وهذا غير صحيح عن
ابن عباس وغيره ؛ فإن مصاحف الإسلام كلها قد ثبت فيها
حتى تستأنسوا ، وصح الإجماع فيها من لدن مدة
عثمان ، فهي التي لا يجوز خلافها . وإطلاق الخطأ والوهم على الكاتب في لفظ أجمع الصحابة عليه قول لا يصح عن
ابن عباس ؛ وقد قال : عز وجل - :
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وقال تعالى :
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون . وقد روي عن
ابن عباس أن في الكلام تقديما وتأخيرا ؛ والمعنى : حتى تسلموا على أهلها وتستأنسوا حكاه
أبو حاتم . قال
ابن عطية . ومما ينفي هذا القول عن
ابن عباس ، وغيره أن
تستأنسوا متمكنة في المعنى ، بينة الوجه في كلام العرب .
nindex.php?page=hadith&LINKID=864112وقد قال عمر [ ص: 198 ] للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أستأنس يا رسول الله ؛ وعمر واقف على باب الغرفة ، الحديث المشهور . وذلك يقتضي أنه طلب الأنس به - صلى الله عليه وسلم - فكيف يخطئ
ابن عباس أصحاب الرسول في مثل هذا ؟ ! قلت : قد ذكرنا من حديث
أبي أيوب أن الاستئناس إنما يكون قبل السلام ، وتكون الآية على بابها لا تقديم فيها ولا تأخير ، وأنه إذا دخل سلم . والله أعلم .
الخامسة :
السنة في الاستئذان ثلاث مرات لا يزاد عليها . قال
ابن وهب قال
مالك : الاستئذان ثلاث ، لا أحب أن يزيد أحد عليها ، إلا من علم أنه لم يسمع ، فلا أرى بأسا أن يزيد إذا استيقن أنه لم يسمع .
وصورة الاستئذان أن يقول الرجل : السلام عليكم أأدخل ؛ فإن أذن له دخل ، وإن أمر بالرجوع انصرف ، وإن سكت عنه استأذن ثلاثا ؛ ثم ينصرف من بعد الثلاث . وإنما قلنا : إن السنة الاستئذان ثلاث مرات لا يزاد عليها لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، الذي استعمله مع
عمر بن الخطاب ، وشهد به
لأبي موسى أبو سعيد الخدري ، ثم
أبي بن كعب . وهو حديث مشهور أخرجه الصحيح ، وهو نص صريح ؛ فإن فيه : فقال : يعني
عمر - ما منعك أن تأتينا ؟ فقلت : أتيت فسلمت على بابك ثلاث مرات فلم ترد علي فرجعت ، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500345إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع . وأما ما ذكرناه من صورة الاستئذان فما رواه
أبو داود ، عن
ربعي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500346حدثنا رجل من بني عامر استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيت ، فقال : ألج ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لخادمه : اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان - فقال له - قل السلام عليكم أأدخل ؟ فسمعه الرجل ، فقال : السلام عليكم ، أأدخل ؟ فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل . وذكره
الطبري وقال :
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمة له يقال لها روضة : قولي لهذا يقول السلام عليكم أدخل ؟ . . . الحديث . وروي أن
ابن عمر آذته الرمضاء يوما فأتى فسطاطا لامرأة من
قريش فقال : السلام عليكم أأدخل ؟ فقالت المرأة : ادخل بسلام ؛ فأعاد فأعادت ، فقال لها : قولي ادخل . فقالت ذلك فدخل ؛ فتوقف لما قالت : بسلام ؛ لاحتمال اللفظ أن تريد بسلامك لا بشخصك .
السادسة : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إنما خص الاستئذان بثلاث لأن الغالب من الكلام إذا كرر ثلاثا سمع وفهم ؛ ولذلك
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500347كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى يفهم [ ص: 199 ] عنه ، وإذا سلم على قوم سلم عليهم ثلاثا . وإذا كان الغالب هذا ؛ فإذا لم يؤذن له بعد ثلاث ظهر أن رب المنزل لا يريد الإذن ، أو لعله يمنعه من الجواب عنه عذر لا يمكنه قطعه ؛ فينبغي للمستأذن أن ينصرف ؛ لأن الزيادة على ذلك قد تقلق رب المنزل ، وربما يضره الإلحاح حتى ينقطع عما كان مشغولا به ؛ كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=864117قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي أيوب حين استأذن عليه فخرج مستعجلا فقال : لعلنا أعجلناك . . . الحديث . وروى
عقيل ، عن
ابن شهاب قال : أما سنة التسليمات الثلاث
nindex.php?page=hadith&LINKID=864118فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى سعد بن عبادة فقال : السلام عليكم فلم يردوا ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : السلام عليكم فلم يردوا ، فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فلما فقد سعد تسليمه عرف أنه قد انصرف ؛ فخرج سعد في أثره حتى أدركه ، فقال : وعليك السلام يا رسول الله ، إنما أردنا أن نستكثر من تسليمك ، وقد والله سمعنا ؛ فانصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع سعد حتى دخل بيته . قال
ابن شهاب : فإنما أخذ التسليم ثلاثا من قبل ذلك ؛ رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
الأوزاعي قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير يقول : حدثني
محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500348عن قيس بن سعد ، قال : زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منزلنا فقال : السلام عليكم ورحمة الله قال فرد سعد ردا خفيا ، قال قيس : فقلت ألا تأذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : ذره يكثر علينا من السلام . . . الحديث ، أخرجه
أبو داود وليس فيه قال
ابن شهاب فإنما أخذ التسليم ثلاثا من قبل ذلك . قال
أبو داود : ورواه
عمر بن عبد الواحد ، nindex.php?page=showalam&ids=13234وابن سماعة ، عن
الأوزاعي مرسلا لم يذكرا
قيس بن سعد .
السابعة : روي عن
ابن عباس - رضي الله عنهما - أن الاستئذان ترك العمل به الناس . قال علماؤنا رحمة الله عليهم : وذلك لاتخاذ الناس الأبواب وقرعها ؛ والله أعلم . روى
أبو داود ، عن
عبد الله بن بسر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500349كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر فيقول : السلام عليكم السلام عليكم ، وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور .
الثامنة : فإن كان الباب مردودا فله أن يقف حيث شاء منه ويستأذن ، وإن شاء دق الباب ؛
[ ص: 200 ] لما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500350كان في حائط بالمدينة على قف البئر فمد رجليه في البئر فدق الباب أبو بكر فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إيذن له وبشره بالجنة . هكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وتابعه
صالح بن كيسان ، nindex.php?page=showalam&ids=17423ويونس بن يزيد ؛ فرووه جميعا عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن
أبي سلمة ، عن
عبد الرحمن بن نافع ، عن
أبي موسى . وخالفهم
محمد بن عمرو الليثي ، فرواه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن
أبي سلمة ، عن
نافع بن عبد الحارث ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك ؛ وإسناده الأول أصح ، والله أعلم .
التاسعة :
وصفة الدق أن يكون خفيفا بحيث يسمع ، ولا يعنف في ذلك ؛ فقد روى
أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كانت أبواب النبي - صلى الله عليه وسلم - تقرع بالأظافير ؛ ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في جامعه .
العاشرة : روى الصحيحان وغيرهما ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500351عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : استأذنت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنا أنا ! كأنه كره ذلك . قال علماؤنا : إنما كره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأن قوله أنا لا يحصل بها تعريف ، وإنما الحكم في ذلك أن يذكر اسمه كما فعل
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
وأبو موسى ؛ لأن في ذكر الاسم إسقاط كلفة السؤال والجواب . ثبت
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500352عن عمر بن الخطاب أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مشربة له فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليكم أيدخل عمر ؟ وفي صحيح
مسلم أن
أبا موسى جاء إلى
عمر بن الخطاب فقال : السلام عليكم ، هذا
أبو موسى ، السلام عليكم ، هذا
الأشعري . . . الحديث .
الحادية عشرة : ذكر
الخطيب في جامعه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم الواسطي قال : قدمت
البصرة فأتيت منزل
شعبة فدققت عليه الباب فقال : من هذا ؟ قلت : أنا ؛ فقال : يا هذا ! ما لي صديق يقال له أنا ، ثم خرج إلي فقال : حدثني
محمد بن المنكدر ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500353عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : [ ص: 201 ] أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في حاجة لي فطرقت عليه الباب فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا ؛ فقال : أنا أناكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره قولي هذا ، أو قوله هذا . وذكر عن
عمر بن شبة ، حدثنا
محمد بن سلام ، عن أبيه ، قال : دققت على
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد الباب فقال لي : من هذا ؟ فقلت أنا ؛ فقال : لا يعلم الغيب إلا الله . قال
الخطيب : سمعت
علي بن المحسن القاضي يحكي عن بعض الشيوخ أنه كان إذا دق بابه فقال من ذا ؟ فقال الذي على الباب : أنا ، يقول الشيخ : أنا هم دق .
الثانية عشرة : ثم
لكل قوم في الاستئذان عرفهم في العبارة ؛ كما رواه
أبو بكر الخطيب مسندا عن
أبي عبد الملك مولى أم مسكين بنت عاصم بن عمر بن الخطاب قال : أرسلتني مولاتي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فجاء معي ، فلما قام بالباب قال : أندر ؟ قالت : أندرون . وترجم عليه ( باب الاستئذان بالفارسية ) . وذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح قال : كان
الدراوردي من
أهل أصبهان نزل
المدينة ، فكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل : أندرون ، فلقبه أهل
المدينة الدراوردي .
الثالثة عشرة : روى
أبو داود ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3500354عن كلدة بن حنبل ، أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلبن ، وجداية ، وضغابيس ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة ، فدخلت ولم أسلم ، فقال : ارجع ، فقل السلام عليكم ، وذلك بعدما أسلم صفوان بن أمية . وروى
أبو الزبير ، عن
جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500355من لم يبدأ بالسلام فلا تأذنوا له . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، أخبرني
عطاء ، قال : سمعت أبا
هريرة يقول : إذا قال الرجل أدخل ؟ ولم يسلم فقل : لا ، حتى تأتي بالمفتاح ؛ فقلت السلام عليكم ؟ قال : نعم . وروي أن
حذيفة جاءه رجل فنظر إلى ما في البيت فقال : السلام عليكم أأدخل ؟ فقال
حذيفة : أما بعينك فقد دخلت ! وأما بإستك فلم تدخل .
[ ص: 202 ] الرابعة عشرة : ومما يدخل في هذا الباب ما رواه
أبو داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500356رسول الرجل إلى الرجل إذنه ؛ أي إذا أرسل إليه فقد أذن له في الدخول ، يبينه قوله - عليه السلام - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500357إذا دعي أحدكم إلى طعام فجاء مع الرسول فإن ذلك له إذن . أخرجه
أبو داود أيضا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
الخامسة عشرة : فإن وقعت العين على العين فالسلام قد تعين ، ولا تعد رؤيته إذنا لك في دخولك عليه ، فإذا قضيت حق السلام لأنك الوارد عليه تقول : أدخل ؟ فإن أذن لك وإلا رجعت .
السادسة عشرة : هذه الأحكام كلها إنما هي في بيت ليس لك ، فأما
بيتك الذي تسكنه فإن كان فيه أهلك فلا إذن عليها ، إلا أنك تسلم إذا دخلت . قال
قتادة : إذا دخلت بيتك فسلم على أهلك ، فهم أحق من سلمت عليهم . فإن كان فيه معك أمك ، أو أختك فقالوا : تنحنح ، واضرب برجلك حتى ينتبها لدخولك ؛ لأن الأهل لا حشمة بينك وبينها . وأما الأم والأخت فقد يكونا على حالة لا تحب أن تراهما فيها . قال
ابن القاسم قال
مالك : ويستأذن الرجل على أمه وأخته إذا أراد أن يدخل عليهما . وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار nindex.php?page=hadith&LINKID=864129أن رجلا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : أستأذن على أمي ؟ قال : نعم ، قال : إني أخدمها ؟ قال : استأذن عليها فعاوده ثلاثا ؛ قال : أتحب أن تراها عريانة ؟ قال : لا ؛ قال : فاستأذن عليها ذكره
الطبري .
السابعة عشرة :
فإن دخل بيت نفسه وليس فيه أحد ؛ فقال علماؤنا : يقول
السلام علينا ، من ربنا التحيات الطيبات المباركات ، لله السلام . رواه
ابن وهب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسنده ضعيف . وقال
قتادة : إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ؛ فإنه يؤمر بذلك . قال : وذكر لنا أن الملائكة ترد عليهم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : والصحيح ترك السلام والاستئذان ، والله أعلم .
قلت : قول
قتادة حسن .