قوله تعالى :
ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا .
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب يريد التوراة .
وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا تقدم في ( طه )
فقلنا اذهبا الخطاب لهما . وقيل : إنما أمر
موسى صلى الله عليه وسلم بالذهاب وحده في المعنى . وهذا بمنزلة قوله :
نسيا حوتهما . وقوله :
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج من أحدهما . قال
النحاس : وهذا مما لا ينبغي أن يجترأ به على كتاب الله تعالى ، وقد قال جل وعز :
فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فأتياه فقولا إنا رسولا ربك . ونظير هذا :
ومن دونهما جنتان . وقد قال جل ثناؤه :
ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا قال
القشيري : وقوله في موضع آخر :
اذهب إلى فرعون إنه طغى لا ينافي هذا ; لأنهما إذا كانا مأمورين فكل واحد مأمور . ويجوز أن يقال : أمر
موسى أولا ، ثم لما قال :
واجعل لي وزيرا من أهلي قال :
اذهبا إلى فرعون .
إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا يريد فرعون وهامان والقبط .
فدمرناهم في الكلام إضمار ، أي فكذبوهما
فدمرناهم تدميرا أي أهلكناهم إهلاكا .