قوله تعالى : وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما .
[ ص: 31 ] قوله تعالى :
وقوم نوح في نصب " قوم " أربعة أقوال : العطف على الهاء والميم في
دمرناهم . الثاني : بمعنى اذكر . الثالث : بإضمار فعل يفسره ما بعده ; والتقدير : وأغرقنا قوم
نوح أغرقناهم . الرابع : إنه منصوب ب
أغرقناهم قاله
الفراء . ورده
النحاس قال : لأن أغرقنا ليس مما يتعدى إلى مفعولين فيعمل في المضمر وفي
وقوم نوح لما كذبوا الرسل ذكر الجنس والمراد
نوح وحده ; لأنه لم يكن في ذلك الوقت رسول إليهم إلا
نوح وحده ;
فنوح إنما بعث بلا إله إلا الله ، وبالإيمان بما ينزل الله ، فلما كذبوه كان في ذلك تكذيب لكل من بعث بعده بهذه الكلمة . وقيل : إن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل ; لأنهم لا يفرق بينهم في الإيمان ، ولأنه ما من نبي إلا يصدق سائر أنبياء الله ، فمن كذب منهم نبيا فقد كذب كل من صدقه من النبيين .
أغرقناهم أي بالطوفان . على ما تقدم في ( هود )
وجعلناهم للناس آية أي علامة ظاهرة على قدرتنا
وأعتدنا للظالمين أي للمشركين من قوم
نوح عذابا أليما أي في الآخرة . وقيل : أي هذه سبيلي في كل ظالم .