قوله تعالى :
لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا .
[ ص: 55 ] قوله تعالى :
لنحيي به أي بالمطر .
بلدة ميتا بالجدوبة والمحل وعدم النبات . قال
كعب : المطر روح الأرض يحييها الله به . وقال : ميتا ولم يقل ميتة لأن معنى البلدة والبلد واحد ; قاله
الزجاج . وقيل : أراد بالبلد المكان .
ونسقيه قراءة العامة بضم النون . وقرأ
عمر بن الخطاب وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش فيما روى
المفضل عنهما نسقيه ( بفتح ) النون .
مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا أي بشرا كثيرا . وأناسي واحده إنسي نحو جمع القرقور قراقير وقراقر في قول
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد وأحد قولي
الفراء ; وله قول آخر وهو أن يكون واحده إنسانا ثم تبدل من النون ياء ; فتقول : أناسي ، والأصل أناسين ، مثل سرحان وسراحين ، وبستان وبساتين ; فجعلوا الياء عوضا من النون ، وعلى هذا يجوز سراحي وبساتي ، لا فرق بينهما . قال
الفراء : ويجوز أناسي بتخفيف الياء التي فيما بين لام الفعل وعينه ; مثل قراقير وقراقر . وقال كثيرا ولم يقل : كثيرين ; لأن فعيلا قد يراد به الكثرة ; نحو
وحسن أولئك رفيقا .