قوله تعالى :
وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا .
قوله تعالى :
وهو الذي مرج البحرين عاد الكلام إلى ذكر النعم . و مرج خلى وخلط وأرسل . قال
مجاهد : أرسلهما وأفاض أحدهما في الآخر . قال
ابن عرفة :
مرج البحرين [ ص: 57 ] أي خلطهما فهما يلتقيان ; يقال : مرجته إذا خلطته . ومرج الدين والأمر اختلط واضطرب ; ومنه قوله تعالى :
في أمر مريج . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام
nindex.php?page=showalam&ids=13لعبد الله بن عمرو بن العاص :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832183إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا وهكذا - وشبك بين أصابعه - فقلت له : كيف أصنع عند ذلك ، جعلني الله فداك ! قال : الزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة أمر نفسك ودع عنك أمر العامة خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأبو داود وغيرهما . وقال
الأزهري :
مرج البحرين خلى بينهما ; يقال مرجت الدابة إذا خليتها ترعى .
وقال
ثعلب : المرج الإجراء ; فقوله :
مرج البحرين أي أجراهما . وقال
الأخفش : يقول قوم : أمرج البحرين ، مثل مرج فعل وأفعل بمعنى .
هذا عذب فرات أي حلو شديد العذوبة .
وهذا ملح أجاج أي فيه ملوحة ومرارة . وروي عن
طلحة أنه قرئ :
وهذا ملح بفتح الميم وكسر اللام .
وجعل بينهما برزخا أي حاجزا من قدرته لا يغلب أحدهما على صاحبه ، كما قال في سورة الرحمن
مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان .
وحجرا محجورا أي سترا مستورا يمنع أحدهما من الاختلاط بالآخر . فالبرزخ الحاجز ، والحجر المانع . وقال
الحسن : يعني بحر
فارس وبحر
الروم . وقال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : يعني بحر السماء وبحر الأرض . قال
ابن عباس : يلتقيان في كل عام وبينهما برزخ : قضاء من قضائه .
وحجرا محجورا حراما محرما أن يعذب هذا الملح بالعذب ، أو يملح هذا العذب بالملح .