قوله تعالى :
ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا قوله تعالى : ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا [ ص: 76 ] لا يقال : من قام فإنه يقوم ; فكيف قال من تاب فإنه يتوب ؟ فقال
ابن عباس : المعنى من آمن من
أهل مكة وهاجر ولم يكن قتل وزنى بل عمل صالحا وأدى الفرائض فإنه يتوب إلى الله متابا ; أي فإني قدمتهم وفضلتهم على من قاتل النبي صلى الله عليه وسلم واستحل المحارم . وقال القفال : يحتمل أن تكون الآية الأولى فيمن تاب من المشركين ، ولهذا قال :
إلا من تاب وآمن ثم عطف عليه من تاب من المسلمين وأتبع توبته عملا صالحا فله حكم التائبين أيضا . وقيل : أي من تاب بلسانه ولم يحقق ذلك بفعله ، فليست تلك التوبة نافعة ; بل من تاب وعمل صالحا فحقق توبته بالأعمال الصالحة فهو الذي تاب إلى الله متابا ، أي تاب حق التوبة وهي النصوح ولذا أكد بالمصدر . ف " متابا " مصدر معناه التأكيد ، كقوله :
وكلم الله موسى تكليما أي فإنه يتوب إلى الله حقا فيقبل الله توبته حقا .