قوله تعالى :
الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين .
قوله تعالى : الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون أخبر أن قوما ممن أوتوا الكتاب من
بني إسرائيل من قبل القرآن يؤمنون بالقرآن ،
nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام وسلمان ويدخل فيه من أسلم من علماء
النصارى ، وهم أربعون رجلا ، قدموا مع
nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب المدينة ، اثنان وثلاثون رجلا من
الحبشة ، وثمانية نفر أقبلوا من
الشام وكانوا أئمة
النصارى : منهم
بحيرا الراهب وأبرهة والأشرف وعامر وأيمن وإدريس ونافع . كذا سماهم
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي ، وأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية والتي بعدها أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا . قاله
قتادة . وعنه أيضا : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام nindex.php?page=showalam&ids=155وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان [ ص: 272 ] الفارسي ، أسلموا فنزلت فيهم هذه الآية وعن
رفاعة القرظي : نزلت في عشرة أنا أحدهم . وقال
عروة بن الزبير : نزلت في
النجاشي وأصحابه ووجه باثني عشر رجلا فجلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان
أبو جهل وأصحابه قريبا منهم ، فآمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما قاموا من عنده تبعهم
أبو جهل ومن معه ، فقال لهم : خيبكم الله من ركب ، وقبحكم من وفد ، ولم تلبثوا أن صدقتموه ، وما رأينا ركبا أحمق منكم ولا أجهل ، فقالوا : ( سلام عليكم ) لم نأل أنفسنا رشدا
لنا أعمالنا ولكم أعمالكم وقد تقدم هذا في ( المائدة ) عند قوله
وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول مستوفى . وقال
أبو العالية : هؤلاء قوم آمنوا
بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وقد أدركه بعضهم . من قبله أي من قبل القرآن . وقيل : من قبل
محمد عليه السلام هم به أي بالقرآن أو
بمحمد عليه السلام يؤمنون .
وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا أي إذا قرئ عليهم القرآن قالوا صدقنا بما فيه ( إنا كنا من قبله ) أي من قبل نزوله ، أو من قبل بعثة
محمد عليه السلام مسلمين أي موحدين ، أو مؤمنين بأنه سيبعث
محمد وينزل عليه القرآن .