قوله تعالى :
بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون .
قوله تعالى :
بل هو آيات بينات يعني القرآن . قال
الحسن : وزعم
الفراء في قراءة
عبد الله ( بل هي آيات بينات ) المعنى بل آيات القرآن آيات بينات . قال
الحسن : ومثله ( هذا بصائر ) ولو كانت ( هذه ) لجاز . نظيره :
هذا رحمة من ربي قال
الحسن : أعطيت هذه الأمة الحفظ ، وكان من قبلها لا يقرءون كتابهم إلا نظرا فإذا أطبقوه لم يحفظوا ما فيه إلا النبيون ، فقال
كعب في
صفة هذه الأمة : إنهم حكماء علماء وهم في الفقه أنبياء .
في صدور الذين أوتوا العلم أي ليس هذا القرآن كما يقوله المبطلون من أنه سحر أو شعر ، ولكنه علامات ودلائل يعرف بها دين الله وأحكامه ، وهي كذلك في صدور الذين أوتوا العلم وهم أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به يحفظونه ويقرءونه . ووصفهم بالعلم لأنهم ميزوا بأفهامهم بين كلام الله وكلام البشر والشياطين . وقال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : بل هو - يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم - آيات بينات في صدور اللذين أوتوا العلم من أهل الكتاب يجدونه مكتوبا عندهم في كتبهم
[ ص: 327 ] بهذه الصفة أميا لا يقرأ ولا يكتب ، ولكنهم ظلموا أنفسهم وكتموا . وهذا اختيار
الطبري . ودليل هذا القول قراءة
ابن مسعود وابن السميقع : ( بل هذا آيات بينات ) وكان عليه السلام آيات لا آية واحدة ; لأنه دل على أشياء كثيرة من أمر الدين ; فلهذا قال :
بل هو آيات بينات . وقيل : بل هو ذو آيات بينات فحذف المضاف .
وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون أي الكفار ; لأنهم جحدوا نبوته وما جاء به .