قوله تعالى :
فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون .
قوله تعالى :
فأقم وجهك للدين القيم قال
الزجاج : أي أقم قصدك ، واجعل جهتك اتباع الدين القيم ; يعني الإسلام . وقيل : المعنى أوضح الحق وبالغ في الإعذار ، واشتغل بما أنت فيه ولا تحزن عليهم .
من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله أي لا يرده الله عنهم ، فإذا لم يرده لم يتهيأ لأحد دفعه . ويجوز عند غير
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه لا مرد له وذلك عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه بعيد ، إلا أن يكون في الكلام عطف . والمراد يوم القيامة .
يومئذ يصدعون قال
ابن عباس : معناه يتفرقون . وقال الشاعر [
تميم بن نويرة ] :
وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
أي لن يتفرقا ; نظيره قوله تعالى :
يومئذ يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السعير .
[ ص: 40 ] والأصل يتصدعون ; ويقال : تصدع القوم إذا تفرقوا ; ومنه اشتق الصداع ؛ لأنه يفرق شعب الرأس .