قوله تعالى :
ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور .
قوله تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله أي يخلص عبادته وقصده إلى الله تعالى .
وهو محسن لأن العبادة من غير إحسان ولا معرفة القلب لا تنفع ; نظيره :
ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن . وفي حديث
جبريل قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832307فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
فقد استمسك بالعروة الوثقى قال
ابن عباس : لا إله إلا الله ; وقد مضى في ( البقرة ) . وقد قرأ
علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه
[ ص: 70 ] والسلمي وعبد الله بن مسلم بن يسار :
ومن يسلم .
النحاس : و ( يسلم ) في هذا أعرف ; كما قال عز وجل :
فقل أسلمت وجهي لله ومعنى :
أسلمت وجهي لله قصدت بعبادتي إلى الله عز وجل ; ويكون ( يسلم ) على التكثير ; إلا أن المستعمل في سلمت أنه بمعنى دفعت ; يقال سلمت في الحنطة ، وقد يقال أسلمت .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : قرأ
علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( ومن يسلم ) بالتشديد ; يقال : أسلم أمرك وسلم أمرك إلى الله تعالى ; فإن قلت : ما له عدي بإلى ، وقد عدي باللام في قوله عز وجل :
بلى من أسلم وجهه لله ؟ قلت : معناه مع اللام أنه جعل وجهه وهو ذاته ونفسه سالما لله ; أي خالصا له . ومعناه مع إلى راجع إلى أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه . والمراد التوكل عليه والتفويض إليه .
وإلى الله عاقبة الأمور أي مصيرها .