قوله تعالى : فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون .
قوله تعالى :
فأعرض عنهم معناه فأعرض عن سفههم ولا تجبهم إلا بما أمرت به .
وانتظر إنهم منتظرون أي انتظر يوم الفتح ، يوم يحكم الله لك عليهم .
ابن عباس :
فأعرض عنهم أي عن مشركي
قريش مكة ، وأن هذا منسوخ بالسيف في ( براءة ) في قوله :
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم . وانتظر أي موعدي لك . قيل : يعني يوم
بدر .
إنهم منتظرون أي ينتظرون بكم حوادث الزمان . وقيل : الآية غير منسوخة ; إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال كالهدنة وغيرها . وقيل : أعرض عنهم بعدما بلغت الحجة ، وانتظر إنهم منتظرون . إن قيل : كيف ينتظرون القيامة وهم لا يؤمنون ؟ ففي هذا جوابان : أحدهما : أن يكون المعنى أنهم منتظرون الموت وهو من أسباب القيامة ; فيكون هذا مجازا . والآخر : أن
[ ص: 105 ] فيهم من يشك وفيهم من يؤمن بالقيامة ; فيكون هذا جوابا لهذين الصنفين . والله أعلم .
وقرأ ابن السميقع : ( إنهم منتظرون ) بفتح الظاء . ورويت عن
مجاهد وابن محيصن . قال
الفراء : لا يصح هذا إلا بإضمار ، مجازه : إنهم منتظرون بهم . قال
أبو حاتم : الصحيح الكسر ; أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك . وقد قيل : إن قراءة
ابن السميقع ( بفتح الظاء ) معناها : وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم ; يعني : إنهم هالكون لا محالة ، وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه ; ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وهو معنى قول
الفراء . والله أعلم .