قوله تعالى :
واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا .
قوله تعالى : واتبع ما يوحى إليك من ربك يعني القرآن . وفيه زجر عن اتباع مراسم الجاهلية ، وأمر بجهادهم ومنابذتهم ، وفيه دليل على ترك اتباع الآراء مع وجود النص . والخطاب له ولأمته .
إن الله كان بما تعملون خبيرا قراءة العامة بتاء على الخطاب ، وهو اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم . وقرأ
السلمي وأبو عمرو وابن أبي إسحاق : ( يعملون ) بالياء على الخبر ; وكذلك في قوله :
بما تعملون بصيرا .
وتوكل على الله أي اعتمد عليه في كل أحوالك ; فهو الذي يمنعك ولا يضرك من خذلك .
وكفى بالله وكيلا حافظا . وقال شيخ من أهل
الشام : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد من
ثقيف فطلبوا منه أن يمتعهم باللات سنة - وهي الطاغية التي كانت
ثقيف تعبدها - وقالوا : لتعلم
قريش منزلتنا عندك ; فهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فنزلت
وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا أي كافيا لك ما تخافه منهم . و ( بالله ) في موضع رفع لأنه الفاعل . و ( وكيلا ) نصب على البيان أو الحال .