قوله تعالى :
ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا .
[ ص: 138 ] ولو دخلت عليهم من أقطارها وهي البيوت أو المدينة ; أي من نواحيها وجوانبها ، الواحد قطر ، وهو الجانب والناحية . وكذلك القتر لغة في القطر .
ثم سئلوا الفتنة لآتوها أي لجاءوها ; هذا على قراءة
نافع وابن كثير بالقصر . وقرأ الباقون بالمد ; أي لأعطوها من أنفسهم ، وهو اختيار
أبي عبيد وأبي حاتم . وقد جاء في الحديث : أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعذبون في الله ويسألون الشرك ، فكل أعطى ما سألوه إلا
بلالا . وفيه دليل على قراءة المد ، من الإعطاء . ويدل على قراءة القصر قوله :
ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار ; فهذا يدل على لآتوها مقصورا . وفي الفتنة هنا وجهان : أحدهما : سئلوا القتال في العصبية لأسرعوا إليه ; قاله
الضحاك . الثاني : ثم سئلوا الشرك لأجابوا إليه مسرعين ; قاله
الحسن . وما تلبثوا بها ؛ أي
بالمدينة بعد إعطاء الكفر إلا قليلا حتى يهلكوا ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي والقتبي والحسن والفراء . وقال أكثر المفسرين : أي وما احتبسوا عن فتنة الشرك إلا قليلا ولأجابوا بالشرك مسرعين ; وذلك لضعف نياتهم ولفرط نفاقهم ; فلو اختلطت بهم الأحزاب لأظهروا الكفر .