[ ص: 218 ] والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا .
أذية المؤمنين والمؤمنات هي أيضا بالأفعال والأقوال القبيحة ، كالبهتان والتكذيب الفاحش المختلق . وهذه الآية نظير الآية التي في النساء :
ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا كما قال هنا . وقد قيل : إن من الأذية تعييره بحسب مذموم ، أو حرفة مذمومة ، أو شيء يثقل عليه إذا سمعه ؛ لأن أذاه في الجملة حرام . وقد ميز الله تعالى بين أذاه وأذى الرسول وأذى المؤمنين فجعل الأول كفرا والثاني كبيرة ، فقال في أذى المؤمنين :
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا وقد بيناه . وروي أن
عمر بن الخطاب قال
nindex.php?page=showalam&ids=34لأبي بن كعب : قرأت البارحة هذه الآية ففزعت منها
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا الآية ، والله إني لأضربهم وأنهرهم . فقال له
أبي : يا أمير المؤمنين ، لست منهم ، إنما أنت معلم ومقوم . وقد قيل : إن سبب نزول هذه الآية أن
عمر رأى جارية من
الأنصار فضربها وكره ما رأى من زينتها ، فخرج أهلها فآذوا
عمر باللسان ; فأنزل الله هذه الآية . وقيل : نزلت في
علي ، فإن المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه . رضي الله عنه .