قوله تعالى : وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد .
قوله تعالى :
وقالوا آمنا به أي القرآن . وقال
مجاهد : بالله عز وجل .
الحسن : بالبعث .
قتادة : بالرسول صلى الله عليه وسلم
وأنى لهم التناوش من مكان بعيد قال
ابن عباس والضحاك : التناوش الرجعة ; أي يطلبون الرجعة إلى الدنيا ليؤمنوا ، وهيهات من ذلك ! ومنه قول الشاعر :
تمنى أن تئوب إلي مي وليس إلى تناوشها سبيل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : هي التوبة ; أي طلبوها وقد بعدت ، لأنه إنما تقبل التوبة في الدنيا . وقيل : التناوش التناول ; قال
ابن السكيت : يقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذ برأسه ولحيته : ناشه ينوشه نوشا . وأنشد :
فهي تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفلا
أي تتناول ماء الحوض من فوق وتشرب شربا كثيرا ، وتقطع بذلك الشرب فلوات فلا تحتاج إلى ماء آخر . قال : ومنه المناوشة في القتال ; وذلك إذا تدانى الفريقان . ورجل نووش أي ذو بطش . والتناوش . التناول : والانتياش مثله . قال الراجز :
كانت تنوش العنق انتياشا
[ ص: 284 ] قوله تعالى :
وأنى لهم التناوش من مكان بعيد يقول : أنى لهم تناول الإيمان في الآخرة وقد كفروا في الدنيا . وقرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وحمزة : ( وأنى لهم التناؤش ) بالهمز .
النحاس :
وأبو عبيدة يستبعد هذه القراءة ; لأن ( التناؤش ) بالهمز البعد ، فكيف يكون : وأنى لهم البعد من مكان بعيد . قال
أبو جعفر : والقراءة جائزة حسنة ، ولها وجهان في كلام العرب ، ولا يتأول بها هذا المتأول البعيد . فأحد الوجهين أن يكون الأصل غير مهموز ، ثم همزت الواو لأن الحركة فيها خفية ، وذلك كثير في كلام العرب . وفي المصحف الذي نقلته الجماعة عن الجماعة
وإذا الرسل أقتت والأصل ( وقتت ) لأنه مشتق من الوقت . ويقال في جمع دار : أدؤر . والوجه الآخر ذكره
أبو إسحاق قال : يكون مشتقا من النئيش وهو الحركة في إبطاء ; أي من أين لهم الحركة فيما قد بعد ، يقال : نأشت الشيء أخذته من بعد والنئيش : الشيء البطيء . قال
الجوهري : التناؤش ( بالهمز ) التأخر والتباعد . وقد نأشت الأمر أنأشه نأشا أخرته ; فانتأش . ويقال : فعله نئيشا أي أخيرا . قال الشاعر :
تمنى نئيشا أن يكون أطاعني وقد حدثت بعد الأمور أمور
وقال آخر :
قعدت زمانا عن طلابك للعلا وجئت نئيشا بعدما فاتك الخبر
وقال
الفراء : الهمز وترك الهمز في التناؤش متقارب ; مثل : ذمت الرجل وذأمته أي عبته .
من مكان بعيد أي من الآخرة . وروى
أبو إسحاق عن
التميمي عن
ابن عباس قال : وأنى لهم قال : الرد ، سألوه وليس بحين رد .