الثانية : قوله تعالى : " للملائكة " الملائكة واحدها ملك . قال
ابن كيسان وغيره : وزن ملك فعل من الملك . وقال
أبو عبيدة ، هو مفعل من لأك إذا أرسل . والألوكة والمألكة والمألكة : الرسالة ، قال
لبيد :
وغلام أرسلته أمه بألوك فبذلنا ما سأل
وقال آخر :
أبلغ النعمان عني مألكا إنني قد طال حبسي وانتظاري
ويقال : ألكني أي أرسلني ، فأصله على هذا مألك ، الهمزة فاء الفعل فإنهم قلبوها إلى عينه فقالوا : ملأك ، ثم سهلوه فقالوا ملك . وقيل أصله ملأك من ملك يملك ، نحو شمأل من شمل ، فالهمزة زائدة عن
ابن كيسان أيضا ، وقد تأتي في الشعر على الأصل ، قال الشاعر :
فلست لإنسي ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
وقال
النضر بن شميل . لا اشتقاق للملك عند العرب . والهاء في الملائكة تأكيد لتأنيث الجمع ، ومثله الصلادمة . والصلادم : الخيل الشداد ، واحدها صلدم . وقيل : هي للمبالغة ، كعلامة ونسابة . وقال أرباب المعاني : خاطب الله الملائكة لا للمشورة ولكن لاستخراج ما فيهم من رؤية الحركات والعبادة والتسبيح والتقديس ، ثم ردهم إلى قيمتهم ، فقال عز وجل :
اسجدوا لآدم .