قوله تعالى :
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى :
سبحان ربك نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون .
" رب العزة " على البدل . ويجوز النصب على المدح ، والرفع بمعنى هو رب العزة . عما يصفون أي من الصاحبة والولد .
nindex.php?page=hadith&LINKID=864834وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن معنى سبحان الله فقال : هو تنزيه الله عن كل سوء وقد مضى في [ البقرة ] مستوفى .
[ ص: 127 ] الثانية : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=13211محمد بن سحنون عن معنى رب العزة لم جاز ذلك والعزة من صفات الذات ، ولا يقال رب القدرة ونحوها من صفات ذاته - جل وعز - ؟ فقال :
العزة تكون صفة ذات وصفة فعل ، فصفة الذات نحو قوله :
فلله العزة جميعا وصفة الفعل نحو قوله : رب العزة والمعنى رب العزة التي يتعاز بها الخلق فيما بينهم ، فهي من خلق الله عز وجل . قال : وقد جاء في التفسير إن العزة هاهنا يراد بها الملائكة . قال : وقال بعض علمائنا : من
حلف بعزة الله فإن أراد عزته التي هي صفته فحنث فعليه الكفارة ، وإن أراد التي جعلها الله بين عباده فلا كفارة عليه .
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : رب العزة يحتمل وجهين : أحدهما : مالك العزة ، والثاني : رب كل شيء متعزز من ملك أو متجبر .
قلت : وعلى الوجهين فلا كفارة إذا نواها الحالف . الثالثة : روي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبى سعيد الخدري أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=831011رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول قبل أن يسلم : سبحان ربك رب العزة إلى آخر السورة ، ذكره
الثعلبي .
قلت : قرأت على الشيخ الإمام المحدث الحافظ
أبي علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك البكري بالجزيرة قبالة
المنصورة من
الديار المصرية ، قال : أخبرتنا الحرة
أم المؤيد زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري بنيسابور في المرة الأولى ، أخبرنا
أبو محمد إسماعيل بن أبي بكر القارئ ، قال حدثنا
أبو الحسن عبد القادر بن محمد الفارسي ، قال حدثنا
أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني ، قال حدثنا
أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي ، قال حدثنا
أبو زكرياء يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي النيسابوري ، قال حدثنا
هشيم عن
أبي هارون العبدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف
سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : روى
الشعبي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864836من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم : سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين [ ص: 128 ] . ذكره
الثعلبي من حديث
علي - رضي الله عنه - مرفوعا .
الرابعة : قوله تعالى :
وسلام على المرسلين أي الذين بلغوا عن الله تعالى التوحيد والرسالة . وقال
أنس قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
إذا سلمتم علي فسلموا على المرسلين ، فإنما أنا رسول من المرسلين وقيل :
معنى وسلام على المرسلين أي : أمن لهم من الله - جل وعز - يوم الفزع الأكبر .
والحمد لله رب العالمين أي على إرسال المرسلين مبشرين ومنذرين . وقيل : أي : على جميع ما أنعم الله به على الخلق أجمعين . وقيل : أي : على هلاك المشركين ، دليله :
فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .
قلت : والكل مراد ، والحمد يعم . ومعنى يصفون يكذبون ، والتقدير عما يصفون من الكذب .
تم تفسير الصافات .