[ ص: 216 ] قوله تعالى :
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقون .
قوله تعالى :
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين تقدم أول السورة .
وأمرت لأن أكون أول المسلمين من هذه الأمة ، وكذلك كان ، فإنه كان أول من خالف دين آبائه ، وخلع الأصنام وحطمها ، وأسلم لله وآمن به ، ودعا إليه صلى الله عليه وسلم . واللام في قوله : " لأن أكون " صلة زائدة . قال
الجرجاني وغيره . وقيل : لام أجل . وفي الكلام حذف أي : أمرت بالعبادة لأن أكون أول المسلمين .
قوله تعالى :
قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم يريد عذاب يوم القيامة ، وقال حين دعاه قومه إلى دين آبائه ، قال أكثر أهل التفسير . وقال
أبو حمزة الثمالي nindex.php?page=showalam&ids=15990وابن المسيب : هذه الآية منسوخة بقوله تعالى :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فكانت هذه الآية من قبل أن يغفر ذنب النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى :
قل الله أعبد مخلصا له ديني " الله " نصب ب " أعبد " ، مخلصا له ديني : طاعتي وعبادتي .
فاعبدوا ما شئتم من دونه أمر تهديد ووعيد وتوبيخ ، كقوله تعالى :
اعملوا ما شئتم وقيل : منسوخة بآية السيف .
قوله تعالى :
قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران عن
ابن عباس : ليس من أحد إلا وقد خلق الله له زوجة في الجنة ، فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله . في رواية عن
ابن عباس : فمن عمل بطاعة الله كان له ذلك المنزل
[ ص: 217 ] والأهل إلا ما كان له قبل ذلك ، وهو قوله تعالى :
أولئك هم الوارثون .
قوله تعالى :
لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل سمى ما تحتهم ظللا ; لأنها تظل من تحتهم ، وهذه الآية نظير قوله تعالى :
لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وقوله :
يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم .
ذلك يخوف الله به عباده قال
ابن عباس : أولياءه . " يا عباد " أي يا أوليائي فخافون . وقيل : هو عام في المؤمن والكافر . وقيل : خاص بالكفار .