قوله تعالى :
ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين .
[ ص: 247 ] قوله تعالى : ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت قيل : إن في الكلام تقديما وتأخيرا ، والتقدير : لقد أوحي إليك لئن أشركت وأوحي إلى الذين من قبلك كذلك . وقيل : هو على بابه ، قال مقاتل : أي : أوحي إليك وإلى الأنبياء قبلك بالتوحيد ، والتوحيد محذوف . ثم قال :
لئن أشركت يا
محمد :
ليحبطن عملك وهو خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة . وقيل : الخطاب له والمراد أمته ، إذ قد علم الله أنه لا يشرك ولا يقع منه إشراك . والإحباط الإبطال والفساد ، قال
القشيري :
فمن ارتد لم تنفعه طاعاته السابقة ولكن
إحباط الردة العمل مشروط بالوفاة على الكفر ، ولهذا قال :
من يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم فالمطلق هاهنا محمول على المقيد ، ولهذا قلنا :
من حج ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام لا يجب عليه إعادة الحج .
قلت : هذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وعند
مالك تجب عليه الإعادة ، وقد مضى في [ البقرة ] بيان هذا مستوفى .
قوله تعالى :
بل الله فاعبد النحاس : في كتابي عن
أبي إسحاق لفظ اسم الله - عز وجل - منصوب ب " اعبد " قال : ولا اختلاف في هذا بين
البصريين والكوفيين . قال
النحاس : وقال
الفراء : يكون منصوبا بإضمار فعل . وحكاه
المهدوي عن
الكسائي . فأما الفاء فقال
الزجاج : إنها للمجازاة . وقال
الأخفش : هي زائدة . وقال
ابن عباس : فاعبد أي : فوحد . وقال غيره : بل الله فأطع
وكن من الشاكرين لنعمه بخلاف المشركين .