قوله تعالى :
وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين .
[ ص: 253 ] قوله تعالى :
وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا هذا بيان توفية كل نفس عملها ، فيساق الكافر إلى النار والمؤمن إلى الجنة . والزمر : الجماعات واحدتها زمرة كظلمة وغرفة . وقال
الأخفش وأبو عبيدة : زمرا : جماعات متفرقة بعضها إثر بعض . قال الشاعر :
وترى الناس إلى منزله زمرا تنتابه بعد زمر
وقال آخر :
حتى احزألت زمر بعد زمر
وقيل : دفعا وزجرا بصوت كصوت المزمار .
حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها جواب إذا ، وهي
سبعة أبواب . وقد مضى في [ الحجر ] .
وقال لهم خزنتها واحدهم خازن نحو سدنة وسادن ، يقولون لهم تقريعا وتوبيخا .
ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم أي الكتب المنزلة على الأنبياء . وينذرونكم أي يخوفونكم
لقاء يومكم هذا قالوا بلى أي قد جاءتنا ، وهذا اعتراف منهم بقيام الحجة عليهم
ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين وهي قوله تعالى :
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين .
قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها أي يقال لهم : ادخلوا جهنم . وقد مضى الكلام في أبوابها . قال
وهب : تستقبلهم الزبانية بمقامع من نار فيدفعونهم بمقامعهم ، فإنه ليقع في الدفعة الواحدة إلى النار بعدد
ربيعة ومضر .
فبئس مثوى المتكبرين تقدم بيانه .