قوله تعالى :
الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون .
[ ص: 299 ] قوله تعالى :
الله الذي جعل لكم الأنعام قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج : الأنعام هاهنا الإبل .
لتركبوا منها ومنها تأكلون فاحتج من منع من
أكل الخيل وأباح
أكل الجمال بأن الله - عز وجل - قال في الأنعام :
ومنها تأكلون وقال في الخيل :
والخيل والبغال والحمير لتركبوها ولم يذكر إباحة أكلها . وقد مضى هذا في [ النحل ] مستوفى .
قوله تعالى :
ولكم فيها منافع في الوبر والصوف والشعر واللبن والزبد والسمن والجبن وغير ذلك .
ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم أي تحمل الأثقال والأسفار . وقد مضى في [ النحل ] بيان هذا كله فلا معنى لإعادته . ثم قال وعليها يعني الأنعام في البر
وعلى الفلك في البحر
تحملون ويريكم آياته أي آياته الدالة على وحدانيته وقدرته فيما ذكر .
فأي آيات الله تنكرون نصب " أي " ب " تنكرون " ، لأن الاستفهام له صدر الكلام فلا يعمل فيه ما قبله ، ولو كان مع الفعل هاء لكان الاختيار في " أي " الرفع ، ولو كان الاستفهام بألف أو هل وكان بعدهما اسم بعده فعل معه هاء لكان الاختيار النصب ، أي : إذا كنتم لا تنكرون أن هذه الأشياء من الله فلم تنكرون قدرته على البعث والنشر .