قوله تعالى :
وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون .
قوله تعالى :
وأما ثمود فهديناهم أي بينا لهم الهدى والضلال ، عن
ابن عباس وغيره . وقرأ
الحسن وابن أبي إسحاق وغيرهما " وأما ثمود " بالنصب وقد مضى الكلام فيه في " الأعراف " .
فاستحبوا العمى على الهدى أي اختاروا الكفر على الإيمان . وقال
أبو العالية : اختاروا العمى على البيان .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : اختاروا المعصية على الطاعة .
فأخذتهم صاعقة العذاب الهون الهون بالضم الهوان .
وهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن [ ص: 312 ] مضر أخو كنانة وأسد . وأهانه : استخف به . والاسم الهوان والمهانة . وأضيف الصاعقة إلى العذاب ، لأن الصاعقة اسم للمبيد المهلك ، فكأنه قال : مهلك العذاب ، أي : العذاب المهلك . والهون وإن كان مصدرا فمعناه الإهانة ، والإهانة عذاب ، فجاز أن يجعل أحدهما وصفا للآخر ، فكأنه قال : صاعقة الهون . وهو كقولك : عندي علم اليقين ، وعندي العلم اليقين . ويجوز أن يكون الهون اسما مثل الدون ، يقال : عذاب هون أي : مهين ، كما قال : ما لبثوا في العذاب المهين . وقيل : أي : صاعقة العذاب ذي الهون .
بما كانوا يكسبون من تكذيبهم صالحا وعقرهم الناقة ، على ما تقدم .
ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون يعني صالحا ومن آمن به ، أي : ميزناهم عن الكفار ، فلم يحل بهم ما حل بالكفار ، وهكذا يا
محمد نفعل بمؤمني قومك وكفارهم .