[ ص: 3 ] سورة الشورى
سورة الشورى .
مكية في قول
الحسن وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء وجابر . وقال
ابن عباس وقتادة : إلا أربع آيات منها أنزلت
بالمدينة :
قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى إلى آخرها . وهي ثلاث وخمسون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
حم عسق كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم .
حم عسق قال
عبد المؤمن : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : لم قطع حم من
عسق ولم تقطع
كهيعص و
المر و
المص ؟ فقال : لأن
حم عسق بين سور أولها حم فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها ، فكأن حم مبتدأ و
عسق خبره . ولأنها عدت آيتين ، وعدت أخواتها اللواتي كتبت جملة آية واحدة . وقيل : إن الحروف المعجمة كلها في معنى واحد ، من حيث إنها أس البيان وقاعدة الكلام ، ذكره
الجرجاني . وكتبت
حم .
عسق منفصلا و
كهيعص متصلا لأنه قيل : حم ، أي : حم ما هو كائن ، ففصلوا بين ما يقدر فيه فعل وبين ما لا يقدر . ثم لو فصل هذا ووصل ذا لجاز ، حكاه
القشيري . وفي قراءة
ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ( حم سق ) قال
ابن عباس : وكان
علي - رضي
[ ص: 4 ] الله عنه - يعرف الفتن بها . وقال
أرطاة بن المنذر : ، قال رجل
nindex.php?page=showalam&ids=11لابن عباس وعنده
حذيفة بن اليمان : أخبرني عن تفسير قوله تعالى :
حم .
عسق ؟ فأعرض عنه حتى أعاد عليه ثلاثا فأعرض عنه . فقال
حذيفة بن اليمان : أنا أنبئك بها ، قد عرفت لم تركها ، نزلت في رجل من أهل بيته يقال له
عبد الإله أو
عبد الله ، ينزل على نهر من أنهار المشرق ، يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا ، فإذا أراد الله زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ، بعث على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة ، فتحرق كلها كأنها لم تكن مكانها ، فتصبح صاحبتها متعجبة ، كيف قلبت! فما هو إلا بياض يومها حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد ، ثم يخسف الله بها وبهم جميعا ، فذلك قوله :
حم عسق أي : عزمة من عزمات الله ، وفتنة وقضاء . حم : حم ، " ع " : عدلا منه ، " س " : سيكون ، " ق " : واقع في هاتين المدينتين .
ونظير هذا التفسير ما روى
nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة ، يجتمع فيها جبابرة الأرض تجبى إليها الخزائن يخسف بها - وفي رواية بأهلها - فلهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الجيد في الأرض الرخوة . وقرأ
ابن عباس : ( حم سق ) بغير عين . وكذلك هو في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، حكاه
الطبري . وروى
نافع عن
ابن عباس : ( الحاء ) حلمه ، و ( الميم ) مجده ، و ( العين ) علمه ، و ( السين ) سناه ، و ( القاف ) قدرته ، أقسم الله بها . وعن
محمد بن كعب : أقسم الله بحلمه ومجده وعلوه وسناه وقدرته ألا يعذب من عاذ بلا إله إلا الله مخلصا من قلبه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : ( الحاء ) من الرحمن ، و ( الميم ) من المجيد ، و ( العين ) من العليم ، و ( السين ) من القدوس ، و ( القاف ) من القاهر . وقال
مجاهد : فواتح السور . وقال
عبد الله بن بريدة : إنه اسم الجبل المحيط بالدنيا . وذكر
القشيري ، واللفظ
للثعلبي : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت هذه الآية عرفت الكآبة في وجهه ، فقيل له : يا رسول الله ، ما أحزنك ؟ قال :
أخبرت ببلايا تنزل بأمتي من خسف وقذف ونار تحشرهم وريح تقذفهم في البحر وآيات متتابعات متصلات بنزول عيسى وخروج الدجال . والله أعلم . وقيل : هذا في شأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ف ( الحاء ) حوضه المورود ، و ( الميم ) ملكه الممدود ، و ( العين ) عزه الموجود ،
[ ص: 5 ] و ( السين ) سناه المشهود ، و ( القاف ) قيامه في المقام المحمود ، وقربه في الكرامة من الملك المعبود . وقال
ابن عباس : ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحي إليه :
حم عسق ، فلذلك قال :
يوحي إليك وإلى الذين من قبلك المهدوي : وقد جاء في الخبر أن (
حم عسق معناه أوحيت إلى الأنبياء المتقدمين ) . وقرأ
ابن محيصن وابن كثير ومجاهد ( يوحى ) ( بفتح الحاء ) على ما لم يسم فاعله ، وروي عن
ابن عمر . فيكون الجار والمجرور في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل ، ويجوز أن يكون اسم ما لم يسم فاعله مضمرا ، أي : يوحى إليك القرآن الذي تضمنته هذه السورة ، ويكون اسم الله مرفوعا بإضمار فعل ، التقدير : يوحيه الله إليك ، كقراءة
ابن عامر وأبي بكر " يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال " أي : يسبحه رجال . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : [
للحارث بن نهيك ] .
ليبك يزيد ضارع بخصومة وأشعث ممن طوحته الطوائح
فقال : ليبك
يزيد ، ثم بين من ينبغي أن يبكيه ، فالمعنى يبكيه ضارع . ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف ، كأنه قال : الله يوحيه . أو على تقدير إضمار مبتدإ أي : الموحي الله . أو يكون مبتدأ ، والخبر العزيز الحكيم ، وقرأ الباقون يوحي إليك بكسر الحاء ، ورفع الاسم على أنه الفاعل .
له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم تقدم في غير موضع .