قوله تعالى :
أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم .
قوله تعالى : أم لهم شركاء أي : ألهم! والميم صلة والهمزة للتقريع . وهذا متصل بقوله :
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ، وقوله تعالى :
الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان كانوا لا يؤمنون به ، فهل لهم آلهة شرعوا لهم الشرك الذي لم يأذن به الله! وإذا استحال هذا فالله لم يشرع الشرك ، فمن أين يدينون به .
ولولا كلمة الفصل يوم القيامة
[ ص: 20 ] حيث قال : (
بل الساعة موعدهم )
لقضي بينهم في الدنيا ، فعاجل الظالم بالعقوبة وأثاب الطائع .
وإن الظالمين أي المشركين . (
لهم عذاب أليم ) في الدنيا القتل والأسر والقهر ، وفي الآخرة عذاب النار . وقرأ
ابن هرمز ( وأن ) بفتح الهمزة على العطف على (
ولولا كلمة ) والفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجواب ( لولا ) جائز . ويجوز أن يكون موضع ( أن ) رفعا على تقدير : وجب أن الظالمين لهم عذاب أليم ، فيكون منقطعا مما قبله كقراءة الكسر ، فاعلمه .