قوله تعالى :
أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين وكم أرسلنا من نبي في الأولين وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين .
قوله تعالى : وكم أرسلنا من نبي في الأولين ( كم ) هنا خبرية والمراد بها التكثير ، والمعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء . كما قال :
كم تركوا من جنات وعيون أي : ما أكثر ما
[ ص: 60 ] تركوا .
وما يأتيهم من نبي أي : لم يكن يأتيهم نبي
إلا كانوا به يستهزئون كاستهزاء قومك بك . يعزي نبيه
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ويسليه .
فأهلكنا أشد منهم بطشا أي قوما أشد منهم قوة . والكناية في ( منهم ) ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله :
أفنضرب عنكم الذكر صفحا فكنى عنهم بعد أن خاطبهم . ( وأشد ) نصب على الحال . وقيل : هو مفعول ، أي : فقد أهلكنا أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم .
ومضى مثل الأولين أي عقوبتهم ، عن
قتادة وقيل : صفحة الأولين ، فخبرهم بأنهم أهلكوا على كفرهم ، حكاه
النقاش والمهدوي .
والمثل : الوصف والخبر .