قوله تعالى :
وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون .
قوله تعالى : وقالوا لو شاء الرحمن يعني قال المشركون على طريق الاستهزاء والسخرية : لو شاء الرحمن على زعمكم ما عبدنا هذه الملائكة . وهذا منهم كلمة حق أريد بها باطل . وكل شيء بإرادة الله ، وإرادته تجب وكذا علمه فلا يمكن الاحتجاج بها ، وخلاف المعلوم والمراد مقدور وإن لم يقع . ولو عبدوا الله بدل الأصنام لعلمنا أن الله أراد منهم ما حصل منهم . وقد مضى هذا المعنى في الأنعام عند قوله :
سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا وفي " يس " :
أنطعم من لو يشاء الله أطعمه . وقوله :
ما لهم بذلك من علم مردود إلى قوله
وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أي : ما لهم بقولهم :
[ ص: 69 ] الملائكة بنات الله من علم ، قاله
قتادة ومقاتل والكلبي . وقال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : يعني الأوثان ، أي : ما لهم بعبادة الأوثان من علم . ( من ) صلة .
إن هم إلا يخرصون أي يحدسون ويكذبون ، فلا عذر لهم في عبادة غير الله عز وجل . وكان من ضمن كلامهم أن الله أمرنا بهذا أو رضي ذلك منا ، ولهذا لم ينهنا ولم يعاجلنا بالعقوبة .