قوله تعالى : أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم .
قوله تعالى :
أمرا من عندنا قال
النقاش : الأمر هو القرآن أنزله الله من عنده . وقال
ابن عيسى : هو ما قضاه الله في الليلة المباركة من أحوال عباده . وهو مصدر في موضع الحال . وكذلك رحمة من ربك وهما عند
الأخفش حالان ، تقديرهما : أنزلناه آمرين به وراحمين .
المبرد : ( أمرا ) في موضع المصدر ، والتقدير : أنزلناه إنزالا .
الفراء والزجاج : ( أمرا ) نصب ب ( يفرق ) ، مثل قولك ( يفرق فرقا ) فأمر بمعنى فرق فهو مصدر ، مثل قولك : يضرب ضربا . وقيل : يفرق يدل على يؤمر ، فهو مصدر عمل فيه ما قبله . إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك
[ ص: 120 ] قال
الفراء ( رحمة ) مفعول ب ( مرسلين ) والرحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال
الزجاج : ( رحمة ) مفعول من أجله ، أي : أرسلناه للرحمة . وقيل : هي بدل من قوله ( أمرا ) وقيل : هي مصدر .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( أمرا ) نصب على الاختصاص ، جعل كل أمر جزلا فخما بأن وصفه بالحكيم ، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال : أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا ، كائنا من لدنا ، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا . وفي قراءة
زيد بن علي ( أمر من عندنا ) على : هو أمر ، وهي تنصر انتصابه على الاختصاص . وقرأ
الحسن ( رحمة ) على : تلك هي رحمة ، وهي تنصر انتصابها بأنه مفعول له .