قوله تعالى :
كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين
.
قوله تعالى :
كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ( كم ) للتكثير وقد مضى في معنى هذه الآية في ( الشعراء ) مستوفى . ونعمة كانوا فيها فاكهين النعمة ( بالفتح ) : التنعيم ، يقال : نعمه الله وناعمه فتنعم . وامرأة منعمة ومناعمة ، بمعنى . والنعمة ( بالكسر ) : اليد والصنيعة والمنة وما أنعم به عليك . وكذلك النعمى . فإن فتحت النون مددت وقلت : النعماء . والنعيم مثله . وفلان واسع النعمة ، أي : واسع المال ، جميعه عن
الجوهري . وقال
ابن عمر : المراد بالنعمة نيل
مصر .
ابن لهيعة : الفيوم .
ابن زياد : أرض
مصر لكثرة خيرها . وقيل : ما كانوا فيه من السعة والدعة . وقد يقال : نعمة ونعمة ( بفتح النون وكسرها ) ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . قال : وفي الفرق بينهما وجهان : أحدهما : أنها بكسر النون في الملك ، وبفتحها في البدن والدين ، قاله
النضر بن شميل . الثاني : أنها بالكسر من المنة وهو الإفضال والعطية ، وبالفتح من التنعيم وهو سعة العيش والراحة ، قاله
ابن زياد .
قلت : هذا الفرق هو الذي وقع في الصحاح وقد ذكرناه . وقرأ
أبو رجاء والحسن وأبو الأشهب nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وأبو جعفر وشيبة ( فكهين ) بغير ألف ، ومعناه أشرين بطرين . قال
الجوهري : فكه الرجل ( بالكسر ) فهو فكه إذا كان طيب النفس مزاحا . والفكه أيضا الأشر البطر . وقرئ ( ونعمة كانوا فيها فكهين ) أي : أشرين بطرين . وفاكهين أي : ناعمين .
[ ص: 129 ] القشيري : فاكهين لاهين مازحين ، يقال : إنه لفاكه أي : مزاح . وفيه فكاهة أي : مزح .
الثعلبي : وهما لغتان كالحاذر والحذر ، والفاره والفره . وقيل : إن الفاكه هو المستمتع بأنواع اللذة كما يتمتع الآكل بأنواع الفاكهة . والفاكهة : فضل عن القوت الذي لا بد منه .