[ ص: 138 ] قوله تعالى :
يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم .
قوله تعالى : يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا يوم بدل من يوم الأول . والمولى : الولي وهو ابن العم والناصر . أي : لا يدفع ابن عم عن ابن عمه ، ولا قريب عن قريبه ، ولا صديق عن صديقه .
ولا هم ينصرون أي لا ينصر المؤمن الكافر لقرابته . ونظير هذه الآية :
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا الآية .
إلا من رحم الله من رفع على البدل من المضمر في ينصرون ، كأنك قلت : لا يقوم أحد إلا فلان . أو على الابتداء والخبر مضمر ، كأنه قال : إلا من رحم الله فمغفور له ، أو فيغني عنه ويشفع وينصر . أو على البدل من مولى الأول ، كأنه قال : لا يغني إلا من رحم الله . وهو عند
الكسائي والفراء نصب على الاستثناء المنقطع ، أي : لكن من رحم الله لا ينالهم ما يحتاجون فيه إلى من يغنيهم من المخلوقين . ويجوز أن يكون استثناء متصلا ، أي : لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنه يؤذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض .
إنه هو العزيز الرحيم أي المنتقم من أعدائه الرحيم بأوليائه ، كما قال :
شديد العقاب ذي الطول فقرن الوعد بالوعيد .