قوله تعالى :
ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون .
قوله تعالى :
ذق إنك أنت العزيز الكريم قال
ابن الأنباري : أجمعت العوام على كسر إن وروي عن
الحسن عن
علي رحمه الله ( ذق أنك ) بفتح " أن " ، وبها قرأ
الكسائي . فمن كسر إن وقف على ذق ومن فتحها لم يقف على ذق ; لأن المعنى ذق لأنك وبأنك أنت العزيز الكريم . قال
قتادة : نزلت في
أبي جهل وكان قد قال : ما فيها أعز مني ولا أكرم ، فلذلك قيل له :
ذق إنك أنت العزيز الكريم وقال
عكرمة : التقى النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأبو جهل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
إن الله أمرني أن أقول لك أولى لك فأولى فقال : بأي شيء تهددني! والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا ، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه ، فقتله الله يوم
بدر وأذله ونزلت هذه الآية . أي : يقول له الملك :
ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك . وقيل : هو على معنى الاستخفاف والتوبيخ والاستهزاء والإهانة والتنقيص ، أي : قال
[ ص: 141 ] له : إنك أنت الذليل المهان . وهو كما قال
قوم شعيب لشعيب :
إنك لأنت الحليم الرشيد يعنون السفيه الجاهل في أحد التأويلات على ما تقدم . وهذا قول
سعيد بن جبير .
إن هذا ما كنتم به تمترون أي تقول لهم الملائكة : إن هذا ما كنتم تشكون فيه في الدنيا .