قوله تعالى : فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فارتقب إنهم مرتقبون .
قوله تعالى :
فإنما يسرناه يعني القرآن ، أي : سهلناه بلغتك عليك وعلى من يقرؤه
لعلهم يتذكرون أي : يتعظون وينزجرون . ونظيره :
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر فختم السورة بالحث على اتباع القرآن وإن لم يكن مذكورا ، كما قال في مفتتح السورة :
إنا أنزلناه في ليلة مباركة ،
إنا أنزلناه في ليلة القدر على ما تقدم .
[ ص: 145 ] فارتقب إنهم مرتقبون أي انتظر ما وعدتك من النصر عليهم إنهم منتظرون لك الموت ، حكاه
النقاش . وقيل : انتظر الفتح من ربك إنهم منتظرون بزعمهم قهرك . وقيل : انتظر أن يحكم الله بينك وبينهم فإنهم ينتظرون بك ريب الحدثان . والمعنى متقارب . وقيل : ارتقب ما وعدتك من الثواب فإنهم كالمنتظرين لما وعدتهم من العقاب . وقيل : ارتقب يوم القيامة فإنه يوم الفصل ، وإن لم يعتقدوا وقوع القيامة ، جعلوا كالمرتقبين لأن عاقبتهم ذلك . والله تعالى أعلم .