الخامسة : واختلف في أول من تكلم باللسان العربي ، فروي عن
كعب الأحبار : أن أول من وضع الكتاب العربي والسرياني والكتب كلها بالألسنة كلها
آدم عليه السلام . وقاله غير
كعب الأحبار .
فإن قيل : قد روي عن
كعب الأحبار من وجه حسن قال : أول من تكلم بالعربية
جبريل عليه السلام وهو الذي ألقاها على لسان
نوح عليه السلام وألقاها
نوح على لسان ابنه
سام ، ورواه
ثور بن زيد عن
خالد بن معدان عن
كعب وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (
أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن عشر سنين ) . وقد روي أيضا : أن أول من تكلم بالعربية
يعرب بن قحطان ، وقد روي غير ذلك . قلنا : الصحيح أن أول من تكلم باللغات كلها من البشر
آدم عليه السلام ، والقرآن يشهد له قال الله تعالى :
وعلم آدم الأسماء كلها واللغات كلها أسماء فهي داخلة تحته وبهذا جاءت السنة ، قال صلى الله عليه وسلم :
وعلم آدم الأسماء كلها حتى القصعة والقصيعة وما ذكروه يحتمل أن يكون المراد به أول من تكلم بالعربية من ولد
إبراهيم عليه السلام
إسماعيل عليه السلام . وكذلك إن صح ما سواه فإنه يكون محمولا على أن المذكور أول من تكلم من قبيلته بالعربية بدليل ما ذكرنا والله أعلم . وكذلك
جبريل أول من تكلم بها من الملائكة وألقاها على لسان
نوح بعد أن علمها الله
آدم أو
جبريل ، على ما تقدم ، والله أعلم .
قوله تعالى : " هؤلاء " لفظ مبني على الكسر . ولغة
تميم وبعض
قيس وأسد فيه القصر ، قال
الأعشى :
هؤلا ثم هؤلا كلا أعطي ت نعالا محذوة بمثال
ومن العرب من يقول : هولاء ، فيحذف الألف والهمزة .