قوله تعالى :
أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير .
[ ص: 202 ] قوله تعالى : أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض الرؤية هنا بمعنى العلم . وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي الرؤية . ومعنى لم يعي يعجز ويضعف عن إبداعهن . يقال : عي بأمره وعيي إذا لم يهتد لوجهه ، والإدغام أكثر . وتقول في الجمع عيوا ، مخففا ، وعيوا أيضا بالتشديد . قال
عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامة
وعييت بأمري إذا لم تهتد لوجهه . وأعياني هو . وقرأ
الحسن ( ولم يعي ) بكسر العين وإسكان الياء ، وهو قليل شاذ ، لم يأت إعلال العين وتصحيح اللام إلا في أسماء قليلة ، نحو غاية وآية . ولم يأت في الفعل سوى بيت أنشده
الفراء ، وهو قول الشاعر :
فكأنها بين النساء سبيكة تمشي بسدة بيتها فتعي
بقادر قال
أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش : الباء زائدة للتوكيد كالباء في قوله :
وكفى بالله شهيدا وقوله :
تنبت بالدهن . وقال
الكسائي والفراء والزجاج : الباء فيه خلف الاستفهام والجحد في أول الكلام . قال
الزجاج : والعرب تدخلها مع الجحد تقول : ما ظننت أن زيدا بقائم . ولا تقول : ظننت أن زيدا بقائم . وهو لدخول ما ودخول أن للتوكيد . والتقدير : أليس الله بقادر ، كقوله تعالى :
أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر . وقرأ
ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج والجحدري وابن أبي إسحاق ويعقوب ( يقدر ) واختاره
أبو حاتم ; لأن دخول الباء في خبر ( أن ) قبيح . واختار
أبو عبيد قراءة العامة ; لأنها في قراءة
عبد الله ( خلق السماوات والأرض قادر ) بغير باء . والله أعلم .
[ ص: 203 ]