[ ص: 228 ] [ ص: 228 ] قوله تعالى : إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم .
قال
قتادة : هم كفار
أهل الكتاب ، كفروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما عرفوا نعته عندهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج . وقال
ابن عباس والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : هم المنافقون ، قعدوا عن القتال بعدما علموه في القرآن .
الشيطان سول لهم أي زين لهم خطاياهم ، قاله
الحسن .
وأملى لهم أي مد لهم الشيطان في الأمل ووعدهم طول العمر ، عن
الحسن أيضا . وقال : إن الذي أملى لهم في الأمل ومد في آجالهم هو الله عز وجل ، قاله
الفراء والمفضل . وقال
الكلبي ومقاتل : إن معنى أملى لهم أمهلهم ، فعلى هذا يكون الله تعالى أملى لهم بالإمهال في عذابهم . وقرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق وعيسى بن عمرو وأبو جعفر وشيبة ( وأملي لهم ) بضم الهمزة وكسر اللام وفتح الياء ، على ما لم يسم فاعله . وكذلك قرأ
ابن هرمز ومجاهد والجحدري ويعقوب ، إلا أنهم سكنوا الياء على وجه الخبر من الله تعالى عن نفسه أنه يفعل ذلك بهم ، كأنه قال : وأنا أملي لهم . واختاره
أبو حاتم ، قال : لأن فتح الهمزة يوهم أن الشيطان يملي لهم ، وليس كذلك ، فلهذا عدل إلى الضم . قال
المهدوي : ومن قرأ وأملى لهم فالفاعل اسم الله تعالى . وقيل : الشيطان . واختار
أبو عبيد قراءة العامة ، قال : لأن المعنى معلوم ، لقوله :
لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه رد التسبيح على اسم الله ، والتوقير والتعزير على اسم الرسول .