الثالثة :
قوله تعالى : سبحانك " سبحان " منصوب على المصدر عند
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، يؤدي عن معنى نسبحك تسبيحا . وقال
الكسائي : هو منصوب على أنه نداء مضاف .
إنك أنت العليم فعيل للمبالغة والتكبير في المعلومات في خلق الله تعالى .
الحكيم معناه الحاكم ، وبينهما مزيد المبالغة . وقيل معناه المحكم ويجيء الحكيم على هذا من صفات الفعل ، صرف عن مفعل إلى فعيل ، كما صرف عن مسمع إلى سميع ومؤلم إلى أليم ، قاله
ابن الأنباري . وقال قوم : الحكيم المانع من الفساد ، ومنه سميت حكمة اللجام ; لأنها تمنع الفرس من الجري والذهاب في غير قصد . قال
جرير :
[ ص: 273 ] أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا
أي امنعوهم من الفساد . وقال
زهير :
القائد الخيل منكوبا دوابرها قد أحكمت حكمات القد والأبقا
القد : الجلد . والأبق : القنب . والعرب تقول : أحكم اليتيم عن كذا وكذا ، يريدون منعه . والسورة المحكمة : الممنوعة من التغيير وكل التبديل ، وأن يلحق بها ما يخرج عنها ، ويزاد عليها ما ليس منها ، والحكمة من هذا ; لأنها تمنع صاحبها من الجهل . ويقال : أحكم الشيء إذا أتقنه ومنعه من الخروج عما يريد . فهو محكم وحكيم على التكثير .