قوله تعالى :
إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم .
قوله تعالى : إنما الحياة الدنيا لعب ولهو تقدم في ( الأنعام ) .
وإن تؤمنوا وتتقوا شرط وجوابه .
ولا يسألكم أموالكم أي لا يأمركم بإخراج جميعها في
[ ص: 235 ] الزكاة ، بل أمر بإخراج البعض ، قاله
ابن عيينة وغيره . وقيل :
لا يسألكم أموالكم لنفسه أو لحاجة منه إليها ، إنما يأمركم بالإنفاق في سبيله ليرجع ثوابه إليكم . وقيل :
لا يسألكم أموالكم إنما يسألكم أمواله ; لأنه المالك لها وهو المنعم بإعطائها . وقيل : ولا يسألكم
محمد أموالكم أجرا على تبليغ الرسالة . نظيره :
قل ما أسألكم عليه من أجر الآية .
إن يسألكموها فيحفكم يلح عليكم ، يقال : أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد . والحفي المستقصي في السؤال ، وكذلك الإحفاء الاستقصاء في الكلام والمنازعة . ومنه أحفى شاربه أي : استقصى في أخذه .
تبخلوا ويخرج أضغانكم أي يخرج البخل أضغانكم . قال
قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان . وقرأ
ابن عباس ومجاهد وابن محيصن وحميد ( وتخرج ) بتاء مفتوحة وراء مضمومة . ( أضغانكم ) بالرفع لكونه الفاعل . وروى
الوليد عن
يعقوب الحضرمي ( ونخرج ) بالنون .
وأبو معمر عن
عبد الوارث عن
أبي عمرو ( ويخرج ) بالرفع في الجيم على القطع والاستئناف ، والمشهور عنه " ويخرج " كسائر القراء ، عطف على ما تقدم .