[ ص: 248 ] قوله تعالى :
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما .
فيه أربع مسائل : الأولى :
قوله تعالى : قل للمخلفين من الأعراب أي قل لهؤلاء الذين تخلفوا عن
الحديبية .
ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد قال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني : هم
فارس . وقال
كعب والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16330وعبد الرحمن بن أبي ليلى :
الروم . وعن
الحسن أيضا :
فارس والروم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير :
هوازن وثقيف . وقال
عكرمة :
هوازن . وقال
قتادة :
هوازن وغطفان يوم
حنين . وقال
الزهري ومقاتل :
بنو حنيفة أهل
اليمامة أصحاب
مسيلمة . وقال
رافع بن خديج : والله لقد كنا نقرأ هذه الآية فيما مضى
ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد فلا نعلم من هم حتى دعانا
أبو بكر إلى قتال
بني حنيفة فعلمنا أنهم هم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : لم تأت هذه الآية بعد . وظاهر الآية يرده .
الثانية : في هذه الآية دليل على
صحة إمامة أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ; لأن
أبا بكر دعاهم إلى قتال
بني حنيفة ،
وعمر دعاهم إلى قتال
فارس والروم . وأما قول
عكرمة وقتادة إن ذلك في
هوازن وغطفان يوم
حنين فلا ; لأنه يمتنع أن يكون الداعي لهم الرسول - عليه السلام - ; لأنه قال :
لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا فدل على أن المراد بالداعي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - . ومعلوم أنه لم يدع هؤلاء القوم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا
أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - .
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن صح ذلك عن
قتادة فالمعنى لن تخرجوا معي أبدا ما دمتم على ما أنتم عليه من مرض القلوب والاضطراب في الدين . أو على قول
مجاهد كان الموعد أنهم لا يتبعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا متطوعين لا نصيب لهم في المغنم . والله أعلم .
الثالثة :
قوله تعالى : تقاتلونهم أو يسلمون هذا حكم
من لا تؤخذ منهم الجزية ، وهو معطوف على تقاتلونهم أي : يكون أحد الأمرين : إما المقاتلة وإما الإسلام ، لا ثالث لهما . وفي حرف
أبي ( أو يسلموا ) بمعنى حتى يسلموا ، كما تقول : كل أو تشبع ، أي : حتى تشبع . قال [ امرؤ القيس ] :
[ ص: 249 ] فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وقال
الزجاج : قال أو يسلمون لأن المعنى أو هم يسلمون من غير قتال . وهذا في قتال المشركين لا في
أهل الكتاب .
الرابعة : قوله تعالى :
فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا الغنيمة والنصر في الدنيا ، والجنة في الآخرة .
وإن تتولوا كما توليتم من قبل عام
الحديبية .
يعذبكم عذابا أليما وهو عذاب النار .