قوله تعالى :
وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها قال
ابن عباس ومجاهد . إنها المغانم التي تكون إلى يوم القيامة . وقال
ابن زيد : هي مغانم
خيبر . فعجل لكم هذه أي
خيبر ، قاله
مجاهد . وقال
ابن عباس : عجل لكم صلح
الحديبية .
وكف أيدي الناس عنكم يعني
أهل مكة ، كفهم عنكم بالصلح . وقال
قتادة : كف أيدي
اليهود عن
المدينة بعد خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى
الحديبية وخيبر . وهو اختيار
الطبري ; لأن كف أيدي المشركين
بالحديبية [ ص: 254 ] مذكور في قوله : وهو الذي كف أيديهم عنكم . وقال
ابن عباس : في
كف أيدي الناس عنكم يعني
عيينة بن حصن الفزاري وعوف بن مالك النضري ومن كان معهما ، إذ جاءوا لينصروا
أهل خيبر والنبي - صلى الله عليه وسلم - محاصر لهم ، فألقى الله - عز وجل - في قلوبهم الرعب وكفهم عن المسلمين ولتكون آية للمؤمنين أي ولتكون هزيمتهم وسلامتكم آية للمؤمنين ، فيعلموا أن الله يحرسهم في مشهدهم ومغيبهم . وقيل : أي : لتكون كف أيديهم عنكم آية للمؤمنين . وقيل : أي : ولتكون هذه التي عجلها لكم آية للمؤمنين على صدقك حيث وعدتهم أن يصيبوها . والواو في ( ولتكون ) مقحمة عند الكوفيين . وقال البصريون : عاطفة على مضمر ، أي : وكف أيدي الناس عنكم لتشكروه ولتكون آية للمؤمنين . ويهديكم صراطا مستقيما أي يزيدكم هدى ، أو يثبتكم على الهداية .