قوله تعالى : وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم
قوله تعالى :
وفي موسى أي وتركنا أيضا في قصة
موسى آية . وقال
الفراء : هو معطوف على قوله : وفي الأرض آيات وفي موسى .
إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين أي بحجة بينة وهي العصا . وقيل : أي بالمعجزات من العصا وغيرها .
قوله تعالى :
فتولى بركنه أي فرعون أعرض عن الإيمان بركنه أي بجموعه وأجناده ; قاله
ابن زيد . وهو معنى قول
مجاهد ، ومنه قوله :
أو آوي إلى ركن شديد يعني المنعة والعشيرة . وقال
ابن عباس وقتادة : بقوته . ومنه قول
عنترة :
فما أوهى مراس الحرب ركني ولكن ما تقادم من زماني
وقيل : بنفسه . وقال
الأخفش : بجانبه ; كقوله تعالى :
أعرض ونأى بجانبه وقاله
[ ص: 47 ] المؤرج .
الجوهري : وركن الشيء جانبه الأقوى ، وهو يأوي إلى ركن شديد أي عزة ومنعة .
القشيري : والركن جانب البدن . وهذا عبارة عن المبالغة في الإعراض عن الشيء .
وقال ساحر أو مجنون " أو " بمعنى الواو ، لأنهم قالوهما جميعا ؛ قاله
المؤرج والفراء ، وأنشد بيت
جرير :
أثعلبة الفوارس أو رياحا عدلت بهم طهية والخشابا
وقد توضع " أو " بمعنى الواو ; كقوله تعالى :
ولا تطع منهم آثما أو كفورا والواو بمعنى أو ، كقوله تعالى :
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وقد تقدم جميع هذا .
فأخذناه وجنوده لكفرهم وتوليهم عن الإيمان
فنبذناهم أي : طرحناهم في البحر
في اليم وهو مليم يعني فرعون ، لأنه أتى ما يلام عليه .