قوله تعالى :
فيهما من كل فاكهة زوجان فبأي آلاء ربكما تكذبان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان فبأي آلاء ربكما تكذبان قوله تعالى : فيهما من كل فاكهة زوجان أي صنفان وكلاهما حلو يستلذ به . قال
ابن عباس : ما في الدنيا شجرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل إلا أنه حلو . وقيل : ضربان رطب ويابس لا يقصر هذا عن ذلك في الفضل والطيب . وقيل : أراد تفضيل هاتين الجنتين على الجنتين اللتين دونهما ، فإنه ذكرها هنا عينين جاريتين ، وذكر ثم عينين تنضخان
[ ص: 163 ] بالماء والنضح دون الجري ، فكأنه قال : في تينك الجنتين من كل فاكهة نوع ، وفي هذه الجنة من كل فاكهة نوعان .
قوله تعالى : متكئين على فرش هو نصب على الحال . والفرش جمع فراش . وقرأ
أبو حيوة " فرش " بإسكان الراء .
بطائنها من إستبرق جمع بطانة وهي التي تحت الظهارة والإستبرق ما غلظ من الديباج وخشن ، أي إذا كانت البطانة التي تلي الأرض هكذا فما ظنك بالظهارة ؛ قاله
ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة . وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=15992لسعيد بن جبير : البطائن من إستبرق فما الظواهر ؟ قال : هذا مما قال الله :
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين . وقال
ابن عباس : إنما وصف لكم بطائنها لتهتدي إليه قلوبكم ، فأما الظواهر فلا يعلمها إلا الله . وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ظواهرها نور يتلألأ . وعن
الحسن : بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من نور جامد . وعن
الحسن أيضا : البطائن هي الظواهر ، وهو قول
الفراء ، وروي عن
قتادة . والعرب تقول للظهر بطنا ، فيقولون : هذا ظهر السماء ، وهذا بطن السماء ، لظاهرها الذي نراه . وأنكر
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة وغيره هذا ، وقالوا : لا يكون هذا إلا في الوجهين المتساويين إذا ولي كل واحد منهما قوما ، كالحائط بينك وبين قوم ، وعلى ذلك أمر السماء .
وجنى الجنتين دان الجنى ما يجتنى من الشجر ، يقال : أتانا بجناة طيبة لكل ما يجتنى . وثمر جني على فعيل حين جني ، وقال :
هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه
وقرئ " جنى " بكسر الجيم .
دان قريب . قال
ابن عباس : تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله إن شاء قائما وإن شاء قاعدا وإن شاء مضطجعا ، لا يرد يده بعد ولا شوك .